للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال أبو القاسم الكعبي (١) في تفسيره: " رخّص جماعة من فقهاء المدينة في السماع إذا لم يكن فُحشاً ولا كذباً"، قال: "ورَخّص قومٌ في ضرب العود، وكره ذلك أهل العراق وأكثر علماء أهل الأمصار (٢) ".

وقيل: اللهو: الشرك، والحديث: الخبر عن حوادث الزمن (٣).


(١) أبو القاسم الكعبي، عبد الله بن أحمد بن محمود البلخي الحنفي، شبيخ المعتزلة، من نظراء أبي علي الجُبائي، أقام ببغداد مدة طويلة واشتهرت بها كتبه، ثم انتقل إلى بَلْخ ومكث بها إلى حين وفاته سنة تسع عشرة وثلاثمائة.
من تصانيفه: كتاب المقالات، الغرر والنوادر، التفسير الكبير، تأييد مقالة أبي الهذيل في الجبر، وغيرها.
انظر: سير أعلام النبلاء (١٤/ ٣١٣)، طبقات المفسرين للداوودي (٢/ ٢٢٩)، الأعلام للزركلي (٤/ ٦٥).
(٢) في ب " وأكثر علماء الأمصار ".
(٣) جمهور العلماء من الصحابة والتابعين كابن مسعود، وابن عباس رضي الله عنهما، وعكرمة، وسعيد بن جبير، وقتادة، وغيرهم على أن المراد بلهو الحديث في الآية الغناء، وكل ما ألهى وصد عن سبيل الله.
قال ابن القيم في إغاثة اللهفان (١/ ٢٣٩) " ولا تعارض بين تفسير لهو الحديث بالغناء وتفسيره بأخبار الأعاجم وملوكها، وملوك الروم، ونحو ذلك مما كان النضر بن الحارث يحدث به أهل مكة يشغلهم به عن القرآن، فكلاهما لهو الحديث " ثم قال " والغناء أشد لهواً وأعظم ضرراً من أحاديث الملوك وأخبارهم، فإنه رقية الزنا، ومَنبت النفاق، وشرك الشيطان، وخَمرة العقل، وصده عن القرآن أعظم من صد غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه ".
ويستثنى من ذلك استعمال الدف لإشهار النكاح.

انظر: أحكام القرآن لابن العربي (٣/ ٥٢٦)، الاستقامة لابن تيمية (١/ ٢٩٢)، الجامع لأحكام القرآن للقرطبي (١٤/ ٥٤).

<<  <   >  >>