للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ (٢٠)} أنزله الله بل تقليداً وإلفاً، وهو قوله {وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ قَالُوا بَلْ نَتَّبِعُ مَا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آَبَاءَنَا أَوَلَوْ كَانَ الشَّيْطَانُ يَدْعُوهُمْ} بوسوسته وتخييله وجوب اتباع الآباء.

{إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ (٢١)} إلى ما يؤول إليه يتَّبِعونه، استفهام إنكار وتعجيب. {وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ} يخلص عمله لله، و {إِلَى} بمعنى اللام كقوله {فَقُلْ أَسْلَمْتُ وَجْهِيَ لِلَّهِ} [آل عمران: ٢٠].

وقيل: انقاد لأمره واستسلم. وقيل: يقصد بطاعته إلى الله (١).

{وَهُوَ مُحْسِنٌ} في عمله مخلص في نيته.

{فَقَدِ اسْتَمْسَكَ} تمسك وتعلق.

{بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى} كلمة التوحيد لا إله إلا الله. وقيل: القرآن والإسلام (٢)،

و{بِالْعُرْوَةِ}: ما تعلق به الشيء.

و{الْوُثْقَى}: تأنيث الأوثق، والشيء الوثيق: ما يأمن صاحبه من السقوط (٣).

{وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ (٢٢)} ومصير الأمور (٤) في أواخرها إلى الله وهو المجازي عليه.

{وَمَنْ كَفَرَ} ولم يسلم وجهه.

{فَلَا يَحْزُنْكَ كُفْرُهُ} فليس عليك منه تَبِعَة.

{إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ} يوم الحساب.


(١) حكاهما الماوردي في النكت والعيون (٤/ ٣٤٣).
(٢) قاله أنس بن مالك، والسدي.
انظر: جامع البيان لابن جرير (٤/ ٥٦٠)، النكت والعيون (٤/ ٣٤٣).
(٣) قال ابن جرير في جامع البيان (٤/ ٥٥٩) "والعروة في هذا المكان مثل للإيمان الذي اعتصم به المؤمن، فشبهه في تعلقه به وتمسكه بالمتمسك بعروة الشيء الذي له عروة يُتمسك بها، إذ كان كل ذي عروة فإنما يتعلق من أراده بعروته".
(٤) في أ " مصير الأمور " بدون الواو.

<<  <   >  >>