للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: المراد بالفتح: الفَصْلُ والقضاء يوم القيامة؛ لأنهم كانوا يستهزؤن بذكره وينكرونه فأنزل الله {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} لأنهم مضطرون فلا يستحقون به ثواباً (١).

الزجاج: أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يوشك أن يكون لنا يوم نستريح فيه. فقال المشركون: متى هذا الفتح؟ (٢) فأعلم الله أن الراحة في الجنة في الآخرة.

{فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ} عن مشركي قريش بمكة.

والآية منسوخة بآية السيف في براءة (٣).

وقيل: معناه: تَغَافل عن قولهم متى هذ الفتح.

وقيل: أعرض عنهم بالهجرة (٤).


(١) وهو اختيار ابن جرير في جامع البيان (١٨/ ٦٤٤)، وابن كثير في تفسيره (٣/ ٤٧٣)، ويدل عليه قوله تعالى بعد ذلك {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنْفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنْظَرُونَ} قال ابن جرير: "ولا شك أن الكفار قد جعل الله لهم التوبة قبل فتح مكة وبعده، ولو كان المعنى فتح مكة لكان لا توبة لمن أسلم من المشركين بعد فتح مكة، ولا شك ان الله قد تاب على بشر كثير بعد فتح مكة ونفعهم بالإيمان به وبرسوله"، ومن قال أن المراد به فتح مكة فهو خلاف ما دلت عليه الاية.
(٢) انظر: معاني القرآن للزجاج (٤/ ١٦١)، وأخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٨/ ٦٤٤) عن قتادة.
(٣) ذهب إلى القول بالنسخ النحاس في الناسخ والمنسوخ (٢/ ٥٨١)، وهبة الله بن سلامة في الناسخ والمنسوخ (١٤٣)، ومكي بن أبي طالب في الناسخ والمنسوخ (٣٨١)، وابن العربي في الناسخ والمنسوخ (١٨٤)، واختاره ابن عطية في المحرر (٤/ ٣٦٦).
(٤) حكاهما الماوردي في النكت والعيون (٤/ ٣٦٨).

<<  <   >  >>