للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فدخلت بها عليه فقال لها: أُدعي لي زوجك وابنيك. قالت: فجاء علي، والحسن، والحسين، رضي الله عنهم فدخلوا وجلسوا يأكلون من تلك الخزيرة، وهو عليه الصلاة والسلام على منامة له، وكان تحته كساء خيبري، قالت: وأنا في الحجرة أُصلى فأنزل الله هذه الآية {إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا}. قالت: فأخذ فضل الكساء فغشاهم به ثم أخرج يديه فألوى بهما إلى السماء ثم قال: اللهم هؤلاء أهل بيتي فاذهب عنهم رجس الشيطان وطهرهم تطهيراً. قالت: فأدخلت رأسي البيت فقلت: وأنا معكم يا رسول الله؟ قال: إنك إلى خير إنك إلى خير" (١).

ابن عباس رضي الله عنهما: نزلت هذه الآية في نساء النبي صلى الله عليه وسلم (٢).

عكرمة: ليس الذي تذهبون إليه في الآية إنما هي في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وكان عكرمة ينادي بهذا في السوق (٣).

والمحققون على أنها نزلت فيهم خمستهم، وفي جميع نساء النبي صلى الله عليه وسلم بدليل ما تقدم وما تأخر من الآيات، ولأن امرأة الرجل من أهل بيته بدليل قول الله في قصة إبراهيم

{رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ} [هود: ٧٣].


(١) أخرجه ابن جري في جامع البيان (١٩/ ١٠٣)، قال عنه ابن كثير في تفسيره (٣/ ٤٩٢) "في إسناده من لم يسم وهو شيخ عطاء، وبقية رجاله ثقات".
(٢) عزاه السيوطي في الدر المنثور (١٢/ ٣٦) لابن أبي حاتم، وابن عساكر.
(٣) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٩/ ١٠٨).

<<  <   >  >>