للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَالطَّيْرَ} يساعدك على ذلك. قال: وكان إذا نادى بالنياحة أجابته الجبال بصداها وعطفت عليه الطير من فوقه فصدى الجبال الذي يسمعه الناس من ذلك اليوم حكاه الثعلبي (١)، وفيه ضعف.

{وَالطَّيْرَ} نصب من ثلاثة أوجه:

أحدها: بالعطف على محل الجبال لما لم يمكن عطفه على لفظه لمكان الألف واللام.

والثاني: بمعنى مع.

والثالث: وسخرنا له الطير (٢).

وقرأ رَوْح (٣)، وزيد (٤) عن يعقوب (٥) بالرفع عطفًا على لفظ {يَا جِبَالُ} (٦).


(١) انظر: الكشف والبيان للثعلبي (٨/ ٧١)، وانظر: معالم التنزيل (٦/ ٣٨٨).
(٢) في أ: "والثالث: سخرنا له الطير".
(٣) رَوْح بن عبد المؤمن الهذلي البصري النحوي، من أجل أصحاب يعقوب وأوثقهم، قرأ عليه، كان متقناً مجوداً، روى له البخاري في صحيحه، توفي سنة أربع أو خمس وثلاثين.
انظر: معرفة القراء الكبار (١/ ٢١٤).
(٤) زيد بن علي بن أحمد بن عمران بن أبي بلال العجلي الكوفي المقرئ، أحد الحذاق وشيخ القراء في العراق، توفي سنة ثمان وخمسين وثلاثمائة.
انظر: معرفة القراء الكبار (١/ ٣١٤).
(٥) يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله الحضرمي البصي، أحد القراء العشرة، كان إماماً كبيراً، ثقة عالماً صالحاً، انتهت إليه رياسة الإقراء في عصره، توفي سنة خمس ومائتين.
انظر: معرفة القراء الكبار (١/ ١٥٧).
(٦) وهي قراءة شاذة قرأ بها الأعرج، وابن أبي عبلة.
انظر: الشواذ لابن خالويه (١٢١)، شواذ القراءات للكرماني (٣٨٩).
قال الزجاج في معاني القرآن (٤/ ١٨٤): "فالرفع من جهتين: إحداهما: أن يكون نسقاً على ما في أوِّبي، والمعنى: ياجبال رجِّعي التسبيح أنت والطير، ويجوز أن يكون مرفوعاً على البدل، والمعنى: يا جبال ويا أيها الطير أوِّبي معه".

وانظر ماسبق في إعراب القرآن للنحاس (٣/ ٣٣٤).

<<  <   >  >>