للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثم جازها حتى أتى أرض فارس فنزلها أيامًا وغدا منها فَقَالَ بكَسْكَر (١)، ثم راح إلى الشام وكان مستقره بمدينة تدمر، وتدمر مما بناها الجن له (٢).

{وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ} وأذبنا له عين النحاس سيلت له ثلاثة أيام كما يسيل الماء، وكانت بأرض اليمن وإنما ينتفع الناس اليوم بما أخرج الله لسليمان عليه السلام، وكان ينبع من معدنه فيسيل كالماء من غير معالجة كما أَلان لأبيه الحديد.

قال الزجاج: "هو الصُّفر" (٣).

وقيل: عين الرصاص. وقيل: الحديد (٤).

{وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ} أي: وسخرنا له من الجن من يعمل، ويجوز أن يكون رفعاً بالابتداء.

{وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ} يَمِل ويَعْدِل.

{عَنْ أَمْرِنَا} الذي أمرناه من طاعة سليمان عليه السلام.

{نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (١٢)} وذلك أن الله وكَّلَ بهم مَلَكًا بيده سوط من نارٍ فمن زاغ عن أمر سليمان عليه السلام ضربه ضربةً أحرقته.

وقيل: نذقه من عذاب السعير في الآخرة، وعليه أكثر المفسرين (٥).


(١) كَسْكَر: بفتح أوله وسكون ثانيه، قيل تعني أرض الشعير بلغة أهل هرات، وقيل: عامل الزرع، وتقع بين الكوفة والبصرة.
انظر: معجم البلدان (٤/ ٤٦١).
(٢) في أ "بمدينة تدمر مما بناها الجن له".
(٣) انظر: معاني القرآن للزجاج (٤/ ١٨٥)، والمراد به النحاس الجيِّد، وبه قال ابن عباس رضي الله عنهما، ومجاهد، وقتادة، والسدي، وغير واحد من السلف.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٩/ ٢٢٩، ٢٢٨)، النكت والعيون (٤/ ٤٣٧)، تفسير ابن كثير (٣/ ٥٣٥).
(٤) لم أقف عليهما، والله أعلم.
(٥) وهو قول الضحاك، وقتادة، واختاره ابن جرير في تفسيره.

انظر: جامع البيان لابن جرير (١٩/ ٢٢٩)، النكت والعيون (٤/ ٤٣٨)، معالم التنزيل (٦/ ٣٨٩).

<<  <   >  >>