للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: المكتل على رأسه فيخرج حين يخرج (١) وقد امتلأت القُفَّة من أنواع الفاكهة من غير أن يتناول منها بيده شيئاً، والتقدير: بلدتكم طيبة وربكم (٢).

{وَرَبٌّ غَفُورٌ (١٥)} يُضعِّفُ الحسنات ويعفوا عن السيئات.

{فَأَعْرَضُوا} قال وهب: "بعث الله إلى سبأ ثلاثة عشر نبيًا فدعوهم إلى الله وذكروهم نعم الله وأنذروهم عقابه فكذبوهم ولم يؤمنوا بهم وجحدوا نعم الله عليهم" (٣).

{فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ} في العَرِمِ أربعة أقوال:

أحدها: أنه المُسَنَّاة (٤) والسَّكْر (٥)، وكانت لهم مسناة تحبس الماء (٦) ولها ثلاثة أبواب بعضها فوق بعض يجتمع الماء إليها من الشِّحْر (٧) وهو واد باليمن (٨) فيسقون من الباب الأعلى ثم من الثاني والثالث فلا ينفد حتى يثوب الماء من السنة القابلة، وأضاف السيل إلى العَرِم لأنه بخرابه جاء السيل، والمعنى: أزلنا ما كانوا يحبسون به ذلك الماء (٩).


(١) في أ: "ويخرج حين يخرج".
(٢) قاله قتادة.
انظر: جامع البيان لابن جرير (١٩/ ٢٤٧).
(٣) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٩/ ٢٤٩).
(٤) قال ابن جرير في جامع البيان: "المُسناة التي تحبس الماء، واحدها عَرِمة".
(٥) السَّكْر: السَّد والمنع، وسَكَرَ النهر: سد فاه، والسَّكْر: سد الشق ومنفجر الماء.
انظر: لسان العرب (٦/ ٣٠٦)، مادة: سكر.
(٦) في أ: "كانت لهم مسناة" بغير الواو.
(٧) في أ: "يجتمع الماء إليها من الشجر" والصواب هو المثبت.
(٨) الشِّحْر: بكسر أوله وسكون ثانيه الشط الضيق، ويقع على بحر الهند من ناحية اليمن ما بين عدن وعُمان.
انظر: معجم البلدان (٣/ ٣٢٧).
(٩) أورد ابن جرير في جامع البيان (١٩/ ٢٥٠) هذا القول عن المغيرة بن حكيم.

<<  <   >  >>