للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ (٥٢)} أي: كيف يتناولون الإيمان وقد ذهب مكان التكليف وزمانه.

وقيل: يسألون الرد وليس حين رد (١).

والتناوش: التناول، من نَشَتَ تَنُوش، قال الشاعر (٢):

باتت تَنُوش الحَوْضَ نَوْشاً من عَلا ... نَوْشاً به تَقْطع أجْواز الفلا.

ومن همز فعند سيبويه قلب الواو المضمرة همزة (٣).

وقيل: هو من نَاش وانْتَاش إذا بطؤ، والنئيش الحركة في إبطاء، قال الشاعر (٤):

تمني نئيشًا أن يكون أطاعني ... وقد حدثت بعد الأمور أمور.

ثعلب (٥):


(١) في أ: "وليس حين الرد".
(٢) في ب: "قال" بغير "الشاعر".
البيت لغيلان بن حُرَيْث.
انظر: أدب الكاتب لابن قتيبة (٣٩١)، جامع البيان لابن جرير (١٩/ ٣١٥)، إصلاح المنطق لابن السِّكِّيت (٤٣٢)، لسان العرب لابن منظور (١٤/ ٣٢٦).
ومراد الراجز وصْف الإبل، تنوش الحوض: تتناول مِلأه، من علا: أي: من فوق، أي: أنها عالية الأجسام طِوال الأعناق، وذلك النوش الذي تناله هو الذي يعينها على قطع الفلوات، والأجواز: جمع جَوْز وهو الوسط.
(٣) انظر: كتاب سيبويه (٣/ ٤٥٣).
(٤) في ب: "قال" بغير "الشاعر".
البيت ذكره الزمخشري في المستقصى في أمثال العرب (١/ ٣٠٢) ونسبه لنهشل بن حري، وأورده أبو هلال العسكري في جمهرة الأمثال (١/ ٢٣٦) منسوباً لنهشل.
(٥) أبو العباس أحمد بن يحيى بن يسار الشيباني، مولاهم البغدادي، إمام الكوفيين في النحو واللغة، حفظ كتب الفراء وتأثر بها، وقرأ على أئمة اللغة، وكان حافظاً متقناً، صنف: المصون في النحو، اختلاف النحويين، معاني القرآن، معاني الشعر، توفي سنة إحدى وتسعين ومائتين.

انظر: سير أعلام النبلاء (١٤/ ٥)، بغية الوعاة (١/ ٣٩٦).

<<  <   >  >>