للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: بالفتح من فِعْل بني آدم، وبالضم من فعل الله. وقيل: بالفتح المصدر، وبالضم الاسم. وروى المفسرون (١) أنها نزلت في أبي جهل حَلَفَ أن يَرْضَخَ رأس محمد بحجر، فأتاه وهو يصلي ومعه حجر ليِدْمَغَه، فلما رفعه أمسك الله يده إلى عنقه ولزق الحجر بيده، فرجع إلى أصحابه وسقط الحجر من يده فأخبرهم بالذي رآه، فقام رجل من بني مخزوم وقال: لأقتلنه بهذا الحجر فأتاه وهو يصلي فأعمى الله بصره، فجعل يسمع صوته ولا يراه فرجع إلى أصحابه فلم يرهم حتى نادوه وقالوا: ما صنعت؟ فقال: ما رأيته ولقد سمعت صوته وحال بيني وبينه كهيئة الفحل يخطر بذنبه ولو دنوت منه لأكلني وأنزل الله هذه الآية (٢).

عكرمة: الأغلال: ضَلالات وظلمات كانوا فيها، ولا يمتنع أن يكون هذه حكاية حالهم في الآخرة (٣).

{وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ (١٠)} سبق في البقرة (٤).

{إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ} أي: ينفع إنذارك من اتبع القرآن وعمل بما فيه.

{وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ} خاف عقاب الله ولم يره.

وقيل: بالغيب في سريرته (٥).

{فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ (١١)} أي: بالجنة (٦).


(١) في ب: "وبالضم اسم وذكر المفسرون".
(٢) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (١٩/ ٤٠٧) مختصراً، وانظر: بحر العلوم للسمرقندي (٣/ ٩٤).
(٣) وهو قول قتادة أيضاً.
انظر: النكت والعيون (٥/ ٨)، الوسيط للواحدي (٣/ ٥١٠).
(٤) في قوله تعالى {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [البقرة: ٦].
(٥) حكاه الزجاج في معاني القرآن (٤/ ٢١٢).
(٦) في ب: "أي: الجنة" بغير الباء.

<<  <   >  >>