للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثاني: مستقرها تحت العرش، وقد جاء مرفوعًا (١)، وهي إذا بلغت كبد السماء وسط الفلك نصف النهار صارت كأن لها استقرارًا، والعرب تقول: إن لها هناك وقفة ما وإبطاء عن الزوال، قال الشاعر (٢):

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ... والشمس حيرى لها بالجو تدويم (٣).


(١) أخرج البخاري في صحيحه (ك: التفسير، تفسير سورة يس، باب: قوله {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا} ح: ٤٨٠٢) عن أبي ذر رضي الله عنه قال: " كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس، فقال: يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فذلك قوله تعالى {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ} ".
قال ابن كثير في تفسيره (٣/ ٥٧٨) "والمراد أن الشمس وجميع المخلوقات تحت العرش، وهو لها كالقبة، فالشمس إذا كانت في قبة الفلك وقت الظهيرة تكون أقرب ما تكون إلى العرش، فإذا استدارت في فلكها الرابع إلى مقابلة هذا المقام وهو وقت نصف الليل صارت أبعد ما تكون إلى العرش فحينئذ تسجد وتستأذن في الطلوع كما جاء في الحديث".
(٢) في ب: "قال" بغير "الشاعر".
(٣) هذا عجز بيت لذي الرمة، يصف فيه فرسه وسرعة جريه في الظهيرة وشدة الحر، وتمام البيت:
مُعْرورياً رمض الرضْراض تَرْكُضُه ... والشمس حيرى لها بالجو تدويم.
انظر: ديوان ذي الرمة (١/ ٤١٨).

<<  <   >  >>