للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ} أي (١): ببالغي تلك العظمة فإنَّ الله يخذلهم، وقيل: عَظُم كبرهم حتى كأنَّه ما في صدورهم إلا كبر.

والثاني (٢): أنَّها نزلت في اليهود حين قالوا للنَّبي - صلى الله عليه وسلم -: إنَّ صاحبنا المسيح (٣) بن داود يعنون الدَّجال " (٤).

الشعبي: " كنيته، أبو يوسف " (٥).

ومن روى المِسِّيح بالكَسر والتَّشديد فغير مرضي عند المُحدِّثين (٦)، وأنَّه يخرج في آخر الزَّمان فيبلُغُ سُلطانه البرَّ والبحر، ويردُّ الملك إلينا، وتسير (٧) معه الأنهار.

وهو آية من آيات الله، فأنزل الله تعالى هذه الآية (٨)، ثُمَّ قال:

{فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ} أي: من فتنة الدَّجال (٩) {إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (٥٦)}.

{لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ} فمالكم تُنكرون البعث؟ (١٠).


(١) " أي " ساقطة من (أ).
(٢) في (ب) "والأكثر".
(٣) في (أ) " المسيخ".
(٤) أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبي العالية (١٠/ ٣٢٦٨)، وانظر: تفسير مقاتل (٣/ ١٥٣)، تفسير السمعاني (٥/ ٢٧)، تفسير البغوي (٧/ ١٥٣)، زاد المسير (٧/ ٨٦)، تفسير البيضاوي (٢/ ٣٤٣)، البحر المحيط (٩/ ٢٦٦)، قال الإمام ابن كثير: " وهذا قولٌ غريبٌ، وفيه تعسفٌ بعيدٌ، وإن كان قد رواه ابن أبي حاتم في كتابه، والله سبحانه وتعالى أعلم " [تفسير القرآن العظيم (٤/ ٩١)].
(٥) انظر: غرائب التفسير (٢/ ١٠٣٢)، تفسير الثعلبي (٨/ ٢٧٧).
(٦) انظر: التمهيد، لابن عبد البر (١٤/ ١٨٧)، تنوير الحوالك، للسيوطي (١/ ١٦٨)، شرح السِّيُوطي لسنن النَّسائي (٣/ ٥٦).
(٧) في (ب) " ويسير ".
(٨) انظر: غرائب التفسير (٢/ ١٠٣٢).
(٩) انظر: تفسير مقاتل (٣/ ١٥٣)، وهذا على القول الثاني، وقد ذُكر بُعده.
(١٠) قال ابن جرير - في معنى الآية -: " يقول تعالى ذكره: لابتداع السماوات والأرض وإنشاؤها من غير شيء أعظم أيها الناس عندكم، إن كنتم مستعظمي خلق الناس وإنشائهم من غير شيء من خلق الناس، ولكن أكثر الناس لا يعلمون أن خلق جميع ذلك هين على الله " [جامع البيان (٢٤/ ٧٧)].

<<  <   >  >>