للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

((وإنَّ من فتنته أن يقول للأعرابي: أرأيت إن بعثت لك إبلك أتشهد أنِّي ربُّك، فيقول: نعم فتتمثَّل له الشياطين على صُورة إبله، وإنَّ من فتنته: أن يمرَّ بالحي فيُكذِّبوه، فلا تبقى لهم سائمة إلا هلكت، ويمرُّ بالحي فيصدِّقوه (١)، فيأمر السماء أن تُمطر فَتُمْطر، ويأمر الأرض أن تُنبت فتنبت، فتروح لهم مواشيهم من يومهم ذلك أعظم ما كانت وأسمنه وأدرَّه ضُروعاً، وإنَّ أيامه أربعون يوماً، فيوم كالسَّنة، ويوم دون ذلك، ويوم كالشَّهر، ويوم دون ذلك، ويوم كالأسبوع، ويوم دون ذلك، ويوم كاليوم، ويوم دون ذلك، ويوم يُصبح الرَّجل بباب المدينة فلا يبلغ بابها الآخر حتى تغرب الشَّمس.

قالوا يارسول الله: فكيف نصلِّي (٢) في تلك (٣) الأيام القصار؟ قال تُقدِّرون فيها كما تُقدِّرون في هذه الأيام (٤) الطِّوال، ثُمَّ تُصَلُّون، وإنَّه لا يبقى شيءٌ من الأرض إلا وطِيه وغلب عليه، إلا مكَّة والمدينة، فإنَّه لا يأتيهما (٥) من نَقبٍ من أنقابهما، إلا لقيه ملك مُصلت بالسيف، حتى ينزل الكثيب الأحمر عند مجتمع السيول، عند منقطع السَّبخة، ثُمَّ ترجف (٦) المدينة بأهلها ثلاث رجفات، فلا يبقى منافق ولا منافقة إلا خرج إليه، تنفي (٧) المدينة يومئذٍ الخبث كما ينفي (٨) الكير خبث الحديد، يُدعى ذلك اليوم يوم الخلاص، فقيل: أين النَّاس يومئذٍ؟ قال: ببيت المقدس فخرج (٩) حتى يُحاصرهم (١٠)، وإمام النّاس يومئذٍ رجلٌّ صالحٌ، فيصبح يوماً وقد دخل صلاة الصُّبح فينزل عيسى ابن مريم، فإذا رآه ذلك الرُّجل عرفه، فرجع يمشي القهقرى، فيتقدَّم عيسى - عليه السلام - فيضع يده بين كتفيه فيقول له: صلِّ فإنَّما أقيمت لك الصلاة، فيُصلِّي عيسى - عليه السلام - وراءه ثُمَّ يقول: افتحوا الباب فيفتحون الباب، ومع الدَّجَّال يومئذٍ سبعون ألف يهودي كُلُّهم ذو سلاح وسيفٍ مُحلَّى، فإذا نظر إلى عيسى - عليه السلام - ذاب


(١) في (أ) " فيصدقونه ".
(٢) في (ب) " تصلِّي ".
(٣) في (أ) " ذلك".
(٤) " في هذه الأيام " ساقطة من (أ).
(٥) في (أ) " لا يأتينهما ".
(٦) في (ب) " يرجف ".
(٧) في (ب) " ينفي ".
(٨) في (أ) " تنفي ".
(٩) في (ب) " فيخرج ".
(١٠) في (ب) " يحاضرهم ".

<<  <   >  >>