للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{وَإِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (٥١)} كثير، وقيل: طويل (١).

والوصف بالعرض أبلغ من الوصف بالطول؛ لأنَّ الشيء إذا كان عريضاً فهو طويل لا بُدَّ،

وقد يكون الشيء طويلاً في قليلٍ من العرض كالحبل والخيط، وقد يكون طويلاً لا عرض له البتَّة كالخط فإنَّه طولٌ لا عرض له (٢).

ولا منافاة بين قوله: {فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ (٤٩)} وبين قوله: {فَذُو دُعَاءٍ عَرِيضٍ (٥١)} (٣) لأنَّ الأول في قومٍ والثاني في قومٍ (٤).

وقيل: قنوط في البحر، وذو (٥) دعاءٍ في البرِّ.

وقيل: يؤوس قنوط بالقلب، دعَّاء باللسان.

وقيل: يؤوس قنوط من الصنم، دعَّاء لله.

{قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كَانَ} أي: القرآن (٦) {مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ} أي: جحدتم وأنكرتم أنَّه من عند الله، وأفاد {ثُمَّ} أنَّكم (٧) كفرتم به الآن.

{مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ (٥٢)} خلاف بعيد عن الوفاق، أي: لا أحد أضل منه.


(١) انظر: جامع البيان (٢٥/ ٤)، معاني القرآن؛ للنَّحاس (٦/ ٢٨٥)، النُّكَت والعُيُون (٥/ ١٨٨)، تفسير الثعلبي (٨/ ٣٠٠)، تفسير السمعاني (٥/ ٦٠).
(٢) انظر: غرائب التفسير (٢/ ١٠٤٦).
(٣) في النسختين (أ) و (ب) " ذو دعاء ".
(٤) انظر: تفسير السمرقندي (٣/ ٢٢١).
(٥) في (ب) "ذو دعاء ".
(٦) انظر: تفسير مقاتل (٣/ ١٧١)، جامع البيان (٢٥/ ٤).
(٧) " أنكم " ساقطة من (ب).

<<  <   >  >>