للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: مُتميزة، وقيل: خاضعة (١).

والجُثُوُّ للكُفَار خاصَّة، وقيل: عامٌّ (٢).

تقول: جَثَا يَجْثُوا: إذا جلس على ركبتيه، وجذا يجذوا بمعناه (٣).

{كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} يريد: كتاب الحَفَظَة ليقرؤه، ويستوفوا الجزاء (٤)، وهو قوله: {الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (٢٨)} في الدنيا.

الجاحظ (٥): " إلى كتاب نبيها فينظر هل عملوا به أم لا؟ " (٦).

وقيل: إلى حِسابها، وقيل: يُدعي: يُسأل، كما تقول: سألت الله كذا، ودعوته بكذا.

ويحتمل يدعون بكتاب نبيها فيقال: يا أهل التوراة، يا أهل القرآن، كما سبق في قوله {يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ} [الإسراء: (٧١)] أي: بكتابهم.

{هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ} أي: يُبَيِّنُ لكم، وُضِع النُّطق موضع البيان (٧).

{بِالْحَقِّ} بالعدل.


(١) انظر: جامع البيان (٢٥/ ١٥٤)، معاني القرآن؛ للنَّحاس (٦/ ٤٣٠) النكت والعيون (٥/ ٢٦٧)، الجامع لأحكام القرآن (١٦/ ١٦٩).
(٢) انظر: النكت والعيون (٥/ ٢٦٧)، الجامع لأحكام القرآن (١٦/ ١٦٩).
(٣) انظر: معاني القرآن؛ للزَّجَّاج (٤/ ٣٣١).
(٤) انظر: تفسير مقاتل (٣/ ٢١٥)، جامع البيان (٢٥/ ١٥٥)، معاني القرآن؛ للنَّحاس (٦/ ٤٣٢) وهو اختياره حيث قال: " وهذا أولى؛ لأنَّ بعده ما يدلُّ عليه ".
(٥) الجَاحِظ هو: عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء الليثي البصري، أبو عثمان المعروف بالجاحظ، صاحب التصانيف في كل فَنٍ، وإليه تنتسب الفرقة المعروفة بالجاحظية من المعتزلة، وكان تلميذ النَّظام المتكلم المشهور، ومن أحسن تصانيفه وأمتعها كتاب ... " الحيوان " فلقد جمع كل غريبة، وكذلك كتاب " البيان والتبيين " وغيرها من الكتب، وهي كثيرة جداً، وكان مشوه الخلقة، وإنما قيل له: " الجاحظ "؛ لأن عينيه كانتا جاحظتين،، وكان أحد الأذكياء، قال ثعلب: ما هو بثقة.
وقد مات بالبصرة والكتاب على صدره، قتلته مجلدات من الكتب وقعت عليه سنة خمسين ومائتين، وقيل: سنة خمس وخمسين ومائتين للهجرة. [انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ: وفيات الأعيان (٣/ ٤٧٠)، سير أعلام النُّبلاء (١١/ ٥٢٦)، الأعلام (٥/ ٧٤)].
(٦) انظر: النكت والعيون (٥/ ٢٦٨).
(٧) انظر: معاني القرآن؛ للنَّحاس (٦/ ٤٣٢)، النكت والعيون (٥/ ٢٦٨)، زاد المسير (٧/ ١٦٦).

<<  <   >  >>