للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والبخلُ: منعُ الواجب وما يَقبُحُ منعُه (١).

{وَاللَّهُ الْغَنِيُّ}: أي الغنيُّ عن إنفاقكم لا حاجةَ به إلى مالِكم.

{وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ}: لا تستغنون عنه في دنياكم وأُخراكم.

{وَإِن تَتَوَلَّوْا}: تُعرضوا يا أهلَ مكةَ عن دينه وطاعتِه، واتّباعِ رسوله، والإنفاقِ في سبيله.

{يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ}: أقام مقامَكم قوماً آخرينَ أطوعَ منكم (٢).

{ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ (٣٨)}: أي: في حال تولِّيكم إنْ تولّيتم، وليس يُريدُ به الحالةَ الأولى؛ لأنهم كانوا على أحسن حالٍ.

وقيل: في جميع الأحوال.

وقيل: إنهم العرب، والقوم المستبدَلُ بهم الملائكةُ. وزيّفه الزجّاجُ، وقال: القومُ لا يقعُ على الملائكة (٣).

وقيل: قوماً بعد الذين خُوطبوا.

وقيل: أهل اليمن.

ورُوي أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ((سُئل عن الذين يستبدلهم الله بهم، وكان سلمانُ إلى جنبه، فضرب فخذَه، وقال: ((هذا وقومُه)) (٤)، يعني: العجم.

وفي خبرٍ آخَر أنه قال: ((والذي نفسي بيده، لو كان الدِّينُ منُوطاً بالثُّريا (٥) لتناولته رجالٌ من فارس (٦))) (٧).


(١) انظر: المفردات (ص: ١٠٩)، مادة " بَخِلَ "، التعريفات (ص: ٣٣).
(٢) انظر: جامع البيان (٢٦/ ٦٦)، معاني القرآن؛ للَّزَّجاج (٥/ ١٥).
(٣) انظر: معاني القرآن؛ للَّزَّجاج (٥/ ١٥).
(٤) انظر: أخرجه الترمذي في سننه (بنحوه) في كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، برقم
(٣٢٦٠) عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، وقال الترمذي بعد إيراده له: " هذا حديث غريبٌ، في إسناده مقال، وقد روى ...
عبد الله بن جعفر أيضاً هذا الحديث عن العلاء بن عبد الرحمن "، وأخرجه الحاكم في مستدركه (٢/ ٤٥٨)، في ...
كتاب التفسير - تفسير سورة محمد - صلى الله عليه وسلم -، وقال: " هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه " والحديث
صَحَّحَه الألباني في السلسلة الصحيحة (٣/ ١٣)، برقم (١٠١٧).
(٥) الثُّريا: النجم المعروف، ويقال: إِن خلال أَنجم الثُّريا الظاهرة كواكب خفية كثيرة العدد. [لسان العرب
(١٤/ ١١٠)، مادة " ثَرا "].
(٦) فارس: ولاية واسعة وإقليم فسيح، أول حدودها من جهة العراق أرجان، ومن جهة كرمان السيرجان ومن
جهة ساحل بحر الهند سيراف، ومن جهة السند مكران ". [انظر: معجم البلدان (٤/ ٢٢٦)].
(٧) أخرجه البخاري في صحيحه (بنحوه) في كتاب التفسير، باب قوله: {وَآَخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا فِيهِمْ}، برقم (٤٨٩٧)، وأخرجه مسلم في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة، باب فضل فارس، برقم (٦٤٤٤)، ...
وأخرجه الترمذي، (واللفظ له) في سننه في كتاب تفسير القرآن، باب: ومن سورة محمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، برقم (٣٢٦١)
جميعهم عن أبي هريرة - رضي الله عنه -

<<  <   >  >>