للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ}: في سبب النزول أنها متصلة بالأولى على ما حكينا قبُل أنها نزلت عند نزول قوله: {وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلَا بِكُمْ} [الأحقاف: (٩) فلمَّا نزلت: {لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ} قال رجل من القوم: هنيئاً مريئاً لك يا نبيَّ الله، قد بيّنَ الله لنا ما يفعل بك، فماذا يفعل بنا فأنزل الله تعالى: {لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ} (١).

{جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ}: يغطيها، فهو بمعنى المغفرة، أي: يكفر عنهم سيئاتهم قبل أن يدخلهم الجنة ليدخلوها معرَّين من الآثام.

وقوله: {عِنْدَ اللَّهِ}: أي: في الدار الآخرة.

وقيل: في حكم الله، كما تقول: هذا عند الشافعي (٢) (٣) جائز. أي: في حكمه.

{وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا (٥)} (٤).

وهذه اللام (٥) متعلقة بـ {فَتَحْنَا}، ولم تدخل الواو؛ لأنَّ التقدير: [" إنَّا فتحنا ليغفر "] (٦)، " إنَّا فتحنا ليدخل المؤمنين " (٧).


(١) تقدم في صدر السورة (ص: ٥٠٤).
(٢) في (ب) " عند أبي حنيفة ".
(٣) الشافعي، فهو: محمد بن إدريس بن العباس بن عثمان بن شافع بن السائب بن عبيد بن عبد يزيد بن هاشم ابن المطلب بن عبد مناف القرشي المطلبي الشافعي، يجتمع مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في عبد مناف المذكور، الإمام، عالم العصر، ناصر الحديث، فقيه الملة، أبو عبد الله القرشي ثم المطلبي الشافعي المكي، الغَزِّي المولد أحد الأئمة الأربعة الفقهاء، صَنَّف التصانيف، ودَوَّن العلم، وردَّ على الأئمة متبعاً الأثر، وصنف في أصول الفقه وفروعه، وبعد صيته، وتكاثر عليه الطلبة، قال عنه الإمام أحمد بن حنبل: " ما عرفت ناسخ الحديث ومنسوخه حتى جالست الشافعي"، وقال أبو عبيد القاسم بن سلام: " ما رأيت رجلاً قطُّ أكمل من الشافعي، ولم يزل بها إلى أن توفي يوم الجمعة آخر يوم من رجب سنة أربع ومائتين [انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ: وفيات الأعيان (٤/ ١٦٣)، سير أعلام النبلاء (١٠/ ٥)].
(٤) كذا في النسختين، والأولى تقديمها عن قوله: وقوله: {عِنْدَ اللَّهِ}.
(٥) يعني في قوله: {لِيُدْخِلَ}.
(٦) ما بين المعقوفتين ساقط من (أ).
(٧) انظر: جامع البيان (٢٦/ ٧٣)، تفسير الثعلبي (٩/ ٤٣)، البحر المحيط (٩/ ٤٨٥).

<<  <   >  >>