للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

- وجُمع؛ لأن لكلِّ واحدةٍ من أمهات المؤمنين حجرةٌ، ولعلَّهم أتوا كلَّ حجرةٍ فنادَوه فيها -، وقالوا: أن اخرج إلينا يا محمد، فإن مدحَنا زينٌ وذمَّنا شينٌ، فتأذي رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - من ذلك، فخرج إليهم، وهو يقول: ((إنما ذلكم اللهُ، الذي مدحُه زينٌ وذمُّه شينٌ) فقال لهم: (فيم جئتم)؟ فقالوا: جئنا بخطيبنا وشاعرنا نُفاخِرُكَ ونُشاعِرُكَ، فقال: ((ما بالشِّعر بُعثتُ، ولا بالفخارِ أُمِرْتُ))، فقام خطيبُهم فخطب، وقام شاعرهم فأنشد، فأمَرَ النبيٌّ - صلى الله عليه وسلم - ثابتَ بنَ قيس: فقام وخطب، وأمر حَسَّاناً (١): فقام وأنشد، فلما فرغوا قام الأقرعُ، وقال: إن محمداً لمؤتى له، والله ما أدري ما هذا تكلّمَ خطيبنا فكان خطيبُهم أحسنَ قولاً، وأنشد شاعرُنا فكان شاعرُهم أشعرَ، ثم دنا من رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسوله " (٢).

وروى زيدُ بنُ أرقمَ (٣): أنهم قالوا (٤): " نمتحنه، فإن يكنْ مَلِكاً عشنا في جنابه، وإنْ يكن (٥) نبياً كان الأولى أنْ نكونَ أسعدَ الناسِ به " (٦).

وفي بعض التفاسير: أنهم وَفدوا شافعين في أسرى من (٧) بني العنبر (٨) (٩).


(١) حسان بن ثابت بن المنذر بن حرام بن عمرو بن زيد بن مناة بن عديّ بن عمرو بن مالك بن النجَّار الأنصاريّ، الشاعر، يُكْنَى أبا الوليد، وقيل: أبا عبد الرحمن، وقيل: أبا الحسام، وكان يقال له: شاعر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. توفِّي - رضي الله عنه - قبل الأربعين في خلافة علي - رضي الله عنه -، وقيل: بل مات سنة خمسين وهو ابن مائة وعشرين سنة. ولم يختلفوا أنَّه عاش مائة وعشرين سنة منها: ستون في الجاهلية، وستون في الإسلام. [انْظُر تَرْجَمَتَهُ: الشِّعْرُ والشُّعَراء (ص: ١٧٤)، الاستيعاب (١/ ٤٠٠)].
(٢) أخرجه الثعلبي في تفسيره (٩/ ٧٣)، الواحدي في أسباب النزول (ص: ٣١٩)، كلاهما عن جابر بن عبد الله.
(٣) زيد بن أرقم بن قيس بن النعمان بن مالك الأنصاري الخزرجي، من مشاهير الصحابة، استصغر يوم أحد، وأول مشاهده الخندق، وقيل: المريسيع، غزا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - سبع عشرة غزوة، وله حديث كثير، روى عنه ابن عباس وأنس وغيرهما، شهد صفين مع علي، وتوفي - رضي الله عنه - سنة ست وستين، وقيل: ثمان وستين. [انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ: الاستيعاب (١/ ٥٣٧)، أسد الغابة (٢/ ٣٢٨)، الإصابة (١/ ٥٤٢)].
(٤) في (ب) " أنَّه قال ".
(٥) في (ب) " وإن كان ".
(٦) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (٢٦/ ١٢١).
(٧) " من " ساقطة من (أ).
(٨) بنو العنبر، ويقال " بلعنبر ": بطن من تميم ينتسبون إلى العنبر بن عمرو بن تميم بن مر بن أد بن طابخة بن إلياس ابن مضر بن نزار. [انظر: الأنساب؛ للسمعاني (٤/ ٢٤٥)].
(٩) انظر: تفسير مقاتل (٣/ ٢٥٩)، تفسير السَّمرقندي (٣/ ٣٠٨).

<<  <   >  >>