للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ثمّ ختم قصَّةَ نوحٍ وعادٍ وثمودَ ولوطٍ به؛ لما في كلِّ واحدٍ منها (١) من التخويف (٢) والتحذير وبدائع ما حلّ بهم، فيتعظُّ به تالي القرآن وحافظه ومن يستنبط معانيه ويعظ غيرَه به. والله أعلم (٣).

{كَذَّبَتْ عَادٌ}: سبق في سورة النّجم (٤).

{فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (١٨)}: ألم يكن مبيراً مهلكاً؟! ألم يكن حقَّاً صدقاً؟!

{إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا}: باردةً ذاتَ هبوبٍ.

المبّرد: " {صَرْصَرًا}: شديد الصوت، قال الشاعر:

. . . . . . . . . . . . . . ... كما صرصر العصفورُ في الرطب الثَّعْد (٥) (٦) " (٧).

{فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ (١٩)}: مشؤومٍ دائمِ الشؤم.

وقيل: نحس بارد، قال الشاعر:

وليلة (٨) نحسٍ يصطلي القوسَ ربُّها ... وأقطعه اللاتي بها يتنبّل (٩) (١٠)

{مُسْتَمِرٍّ}: دائم على مرور ساعاته.

وقيل: استمر عليهم سبع ليال وثمانية أيَّام.


(١) " منها " ساقطة من (ب).
(٢) في (أ) " التحريف ".
(٣) انظر: البرهان في متشابه القرآن (ص: ٣٠٥)، بصائر ذوي التمييز (١/ ٤٤٦).
(٤) انظر: (ص: ٧١٦).
(٥) الثَّعْد: الرُّطَبُ وقيل البُسْرُ الذي غلبه الإِرطاب وأصبح ليناً، واحدته ثَعْدة. [انظر: النِّهاية (١/ ٢١٢)، مادة " ثَغَدَ "، لسان العرب (٣/ ١٠٤)، مادة " ثَغَدَ "]. وتمام البيت:
وشتان ما بيني وبين رعاتها. . . ... كما صرصر العصفورُ في الرطب الثَّعْد
(٦) البيت في الكامل (١/ ١٧٠) وفي لسان العرب (٣/ ١٠٤)، مادة " ثَغَدَ " ولم أقف على قائله.
(٧) انظر: الكامل (١/ ١٧٠).
(٨) في (ب) " وليل ".
(٩) يعني أنه لشدة بردها يصطلي بقوسه وسهامه التي يدفع بها عن نفسه. [انظر: النُّكت والعيون (٥/ ٤١٤)].
(١٠) البيت للشنفرى عمرو بن مالك الأزدي. [انظر: النُّكت والعيون (٥/ ٤١٤)].

<<  <   >  >>