للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (٢)}: أي: كذبٌ، والمعنى: لا كَذِبَ في وقوعها، فيكون اللام بمعنى (في). والوقوع ظهور بالحدوث.

وقيل: ليس لها مردٌّ.

وقيل: لا رجوعَ فيها ولا مثنويّةَ.

وقيل: ليس لأجل وقعتها كاذبة. والمعنى: مَن أَخبر عنها صَدق.

والتاء لتأنيث النَّفس أو للمبالغة.

وقيل: قصّته كاذبة.

وقيل: ليس الخبرُ عن وقوعها كذباً (١).

{خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ (٣)}: أي: هي تخفض أعداءَ الله في النَّار وإنْ كانوا أعزّةً في ... الدنيا، وترفع أولياءَ الله إلى الجنَّة وإنْ كانوا أذلاءَ في الدنيا.

وقيل: تُخفض فيسمعها القريبُ، وتُرفع فيسمعها البعيدُ، فالقريبُ والبعيدُ فيها سواء.

وقيل: خفضت فأماتت الخلقَ كلَّهم، ورفعتْ فأحيت الخلقَ كلَّهم. حكاه أقضى ... القضاة (٢).

وقُرئ بالنَّصب على الحال الدائم (٣).


(١) انظر: جامع البيان (٢٧/ ١٦٦)، النُّكت والعيون (٥/ ٤٤٥).
(٢) انظر: النُّكت والعيون (٥/ ٤٤٥)، ولفظ القول الثالث عند الماوردي: " أنها خفظت بالنفخة الأولى من أماتت، ورفعت بالنفخة الثانية من أحيت ".
(٣) أي {خافضةً}، وهي قراءة شاذة قرأ بها الحسن واليزيدي والثقفي وأبي حيوة [المحتسب (٢/ ٣٥٨)، شواذ القراءات (ص: ٤٦١)]. قال النَّحَّاس: " وهذه القراءة شاذة متروكة من غير جهة، منها: أنَّ الجماعة الذين تقوم بهم الحجة على خلافها، ومنها: أنَّ المعنى على الرفع في قول أهل التفسير والمحققين من أهل العربية، فأما أهل التفسير: فإن ابن عباس قال: " خفضت أناساً ورفعت آخرين، فعلى هذا لا يجوز إلا الرفع؛ لأنَّ المعنى خفضت قوماً كانوا أعزاء في الدنيا إلى النار ورفعت قوماً كانوا أذلاء في الدنيا إلى الجنة، فإذا نصب على الحال اقتضت الحال جواز أن يكون الأمر على غير ذلك، كما أنك إذا قلت جاء زيدٌ مسرعاً فقد كان يجوز أن يجيء على خلاف هذه الحال ... وأما أهل العربية فقد تكلم منهم جماعة في النصب: فقال محمد بن يزيد: " لا يجوز "، وقال الفراء: " يجوز بمعنى إذا وقعت الواقعة وقعت خافضة رافعة "، فأضمر وقعت، وهو عند غيره من النحويين بعيد ... قبيح، ولو قلت: إذا جئتك زائراً، تريد إذا جئتك جئتك زائراً، لم يجز هذا الإضمار؛ لأنه لا يعرف معناه، وقد يتوهم السامع أنه قد بقي من الكلام شيء، وأجاز أبو إسحاق النصب على أن يعمل في الحال " وقعت "، قد بينا فساده على أن كل من أجازه فإنه يحمله على الشذوذ فهذا يكفي في تركه ". [إعراب القرآن (٤/ ٢١٦)].

<<  <   >  >>