للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقيل: مضاجعتِه. حُكي عن أحمدَ بنِ حنبلَ (١) - رحمه الله - (٢).

{وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (١١)}: الكافرين.

وقيل: أهل مصر (٣).

وجاء في التفسير: " أن الملائكةَ كانت تُظلُّها بأجنحتِها " (٤).

الحسنُ: " رفع اللهُ امرأتَه بجسدِها وهي حيّةٌ إلى الجنة، فهي فيها " (٥).

{وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا}: عن الرجال.

{فَنَفَخْنَا}: يعني: نفخ جبريلُ بأمرنا.

{فِيهِ}: في جَيب دِرعها.

وقيل: في فرجها (٦).

وقيل: في عيسى (٧).

{مِنْ رُوحِنَا}: المخلوقةِ لنا (٨).

{وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا}: بعيسى، وهو كلمةُ الله. وقيل: بوعدِ ربها.

وقيل: بعجائب الله وبدائعه من خلقِه (٩).

{وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ (١٢)}: الدائمين على طاعة الله.


(١) أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسد بن إدريس بن عبد الله بن حيان البكري الوائلي الذُّهلي الشيباني المروزي ثم البغدادي، أبو عبد الله، شيخ الإسلام، وأحد الأئمة الأربعة الأعلام، أصله من بلاد مرو، وخرجت أمه من مرو وهي حامل به، فولدته في بغداد، في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين ومائة، وقيل: إنه ولد بمرو وحمل إلى بغداد وهو رضيع، وكان إمام المحدثين، صنف كتابه المسند، وجمع فيه من الحديث ما لم يتفق لغيره، وقيل: إنه كان يحفظ ألف ألف حديث، وكان من أصحاب الإمام الشافعي - رضي الله تعالى عنهما - وخواصه، ولم يزل مصاحبه إلى أن ارتحل الشافعي إلى مصر، ودعي إلى القول بخلق القرآن أيام المعتصم فلم يجب، فضرب وحبس وهو مصر على الامتناع، وكان ضربه في العشر الأخير من شهر رمضان، سنة عشرين ومائتين، وكانت مدة حبسه إلى أن خلي عنه ثمانية وعشرين يوماً وبقي إلى أن مات المعتصم فلما ولي الواثق منعه من الخروج من داره إلى أن أخرجه المتوكل وخلع عليه وأكرمه ورفع المحنة في خلق القرآن، وقد أخذ عنه الحديث جماعة من الأماثل، منهم محمد بن إسماعيل البخاري، ومسلم بن الحجاج النيسابوري، ولم يكن في آخر عصره مثله في العلم والورع.
قال عنه عبد الرزاق: " ما رأيت أحدا أفقه ولا أورع من أحمد بن حنبل ".
وقال قتيبة: " لولا الثوري، لمات الورع، ولولا أحمد لأحدثوا في الدِّين، أحمد إمام الدنيا ".
وقال حرملة: سمعت الشافعي يقول: " خرجت من بغداد فما خلفت بها رجلا أفضل، ولا أعلم، ولا أفقه، ولا أتقى من أحمد بن حنبل ".
توفي سنة إحدى وأربعين ومائتين ببغداد، ودفن بمقبرة باب حرب. [انْظُرْ تَرْجَمَتَهُ: وفيات الأعيان (١/ ٦٣)، سير أعلام النبلاء (١١/ ١٧٧)].
(٢) انظر: غرائب التفسير (٢/ ١٢٢٧).
(٣) قاله الكلبي. [انظر: النُّكت والعيون (٦/ ٤٨)، الجامع لأحكام القرآن (١٨/ ١٩٣)].
(٤) انظر: جامع البيان (٢٨/ ١٧١)، تفسير الثعلبي (٩/ ٣٥٢).
(٥) انظر: تفسير البغوي (٨/ ١٧١)، الجامع لأحكام القرآن (١٨/ ١٩٣).
(٦) " وقيل: في فرجها " ساقطة من (ب).
(٧) انظر: جامع البيان (٢٨/ ١٧٢)، النُّكت والعيون (٦/ ٤٨)، الجامع لأحكام القرآن (١٨/ ١٩٤).
(٨) قال ابن كثير - رحمه الله - في الآية: " {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا} أي: بواسطة الملك وهو ... جبريل؛ فإن الله بعثه إليها فتمثَّل لها في صورة بشر سوي، وأمره الله تعالى أن ينفخ بِفِيه في جيب درعها فنزلت النفخة فولجت في فرجها، فكان منه الحمل بعيسى - عليه السلام - ولهذا قال تعالى: {فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ}: أي بقدره وشرعه " [تفسير القرآن العظيم (٤/ ٤٢٠)].
(٩) انظر: الجامع لأحكام القرآن (١٨/ ١٩٤)، البحر المحيط (١٠/ ٢١٦).

<<  <   >  >>