للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وتوصف سنة الجدب به، قال:

في سَنة قد كشفت عن ساقها ... حمراء تبري اللحم عن عُراقها (١)

ابن عباس - رضي الله عنهما - أشد ساعة في القيامة " (٢).

أبو موسى الأشعري - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قال: ((عن نورٍ عظيم يخرون له سجَّدا)) (٣).

وعن الحسن: "عن ساق الآخرة " (٤).

وهو الستر الذي بين الدنيا والآخرة.

وقيل: عن ساق العرش (٥).

وقيل: يُكشف ما كان خفيِّاً كقوله: {يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ (٩)} [الطارق: (٩)].

عن ابن مسعود - رضي الله عنه -: "يوم يكشف الرب عن ساقه " (٦)، وهذا يؤول كما يؤول غيره مما جاء في القرآن، ولا يوصف الله تعالى بالأعضاء والأجزاء والأبعاض (٧).


(١) لم أقف على قائل هذا الرجز، وقد حكاه غير واحدٍ من المفسرين. [انظر: تفسير الثعلبي (١٠/ ١٩)، النُّكت والعيون (٦/ ٧٠)].
(٢) انظر: تفسير مقاتل (٣/ ٣٩٠)، جامع البيان (٢٩/ ٣٩).
(٣) أخرجه ابن جرير في جامع البيان (٢٩/ ٤٢)، وأورده السيوطي في الدُّرِّ المنثور (١٤/ ٦٤٣)، وعزاه لأبي يعلى، وابن جرير وابن المنذر وابن مردويه والبيهقي "في الأسماء والصفات" وضَعَّفَه، وابن عساكر ". وقال ابن كثير في تفسير القرآن العظيم (٤/ ٤٣٥) " وفيه رجل مُبْهَم "
(٤) انظر: النُّكت والعيون (٦/ ٧٠)، تفسير السمعاني (٦/ ٢٨).
(٥) انظر: غرائب التفسير (٢/ ١٢٤١).
(٦) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ٣١٠)، وأورده السُّيوطي في الدُّرِّ المنثور (١٤/ ٦٤٢)، وعزاه لعبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن منده ".
(٧) بل الصحيح أنَّه يثبت لله تعالى كما يليك بجلالة كما هو مقرر عند علماء الاعتقاد من علماء أهل السنة والجماعة، وبه قد صحَّت والأحاديث وتواترت، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الآية: " روي عن ابن عباس وطائفة أن المراد به الشدة في الآخرة، وعن أبي سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات؛ للحديث الذي رواه أبو سعيد في الصحيحين، ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} نكرة في الإثبات لم يضفها إلى الله، ولم يقل عن ساقه فمع عدم التعريف بالإضافة لا يظهر أنه من الصفات إلا بدليل آخر، ومثل هذا ليس بتأويل " [مجموع الفتاوى (٦/ ٣٩٤)، وانظر: صفات الله الواردة في الكتاب والسنة (ص: ١٣٧)].

<<  <   >  >>