للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ابن عباس: " طغا على خُزّانه فخرج من الكيل والوزن " (١).

وقيل: سمي طاغياً ازدواجاً. وقد سبق.

{حَمَلْنَاكُمْ}: يا ذريةَ نوح.

{فِي الْجَارِيَةِ (١١)}: وقيل: حملنا آباءَكُم وأنتم في أصلابهم في الجارية، ... أي (٢): السفينة؛ لأنَّ من شأنها الجري في الماء.

{لِنَجْعَلَهَا}: أي: السفينة الجارية؛ فإنها بقيت ألوَاحُها دهراً.

وقيل: لنجعل ما اتخذ على مثالها.

وقيل: لنجعل هذه الحالات التي تقدمت (٣).

{لَكُمْ تَذْكِرَةً}: عبرة وعظة.

{وَتَعِيَهَا}: تحفظها (٤) {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ (١٢)}: أذنُ إنسانٍ شأنه أن يحفظَ ما يحبُ حفظه (٥). تقول: وعيته في قلبي , وواعيتُه في وِعَائي (٦).

وعن مكحول (٧) قال: لما نزلت {وَتَعِيَهَا أُذُنٌ وَاعِيَةٌ} قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((دعوتُ الله أن يجعلها أُذُنَك يا علي)). قال علي رضي الله عنه: فما نسيتُ شيئاً بعدَ ذلك وما كانَ لي أن أنساه , رواه الثعلبي والنقاش (٨).


(١) انظر: النكت والعيون (٦/ ٧٩)، الجامع لأحكام القرآن (١٨/ ٢٥٢).
(٢) " أي " ساقطة من (ب).
(٣) انظر: النكت والعيون (٦/ ٧٩)، البحر المحيط (١٠/ ٢٥٦).
(٤) في (أ) " وتحفظها ".
(٥) في (ب): " حفطه ".
(٦) انظر: معاني القرآن؛ للفراء (٣/ ١٨١)، جامع البيان (٢٩/ ٥٥)، معاني القرآن؛ للزَّجَّاج (٥/ ١٦٩).
(٧) مكحول بن أبي مسلم شهراب بن شاذل بن سند بن شروان بن يزدك بن يغوث بن كسرى، يكنى أبا عبد الله وقيل: أبو أيوب، وقيل: أبو مسلم الدمشقي، الفقيه، وكان من فقهاء أهل الشام وصالحيهم وجمَّاعيهم للعلم، اشتهر بمكحولٍ الشامي، وكان مولى، واختلف في ولائه، فقيل: مولى امرأة هذلية، وهو أصح، وقيل: مولى امرأة أموية، وقيل: كان لسعيد بن العاص فوهبه للهذلية فأعتقته، وكان نوبياً، وقيل: من سبي كابل، وكان عداده في أوساط التابعين، من أقران الزهري، أرسل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أحاديث، وأرسل عن عدة من لصحابة لم يدركهم، وقد حدَّث عنه الزهري، وربيعة الرأي، وزيد بن واقد، ومحمد بن إسحاق وغيرهم. ...
قال الزهري: العلماء أربعة: سعيد بن المسيب بالمدينة، والشعبي بالكوفة، والحسن بالبصرة، ومكحول بالشام.
وقال محمد بن عبد الله بن عمار: " مكحول إمام أهل الشام "، وقال العجلي: " تابعي ثقة"، وقال أبو حاتم: " ما بالشام أحد أفقه من مكحول "، واختلف في وفاته فقال أبو نعيم ودحيم وجماعة: سنة اثنتي عشرة ومائة، وقال أبو مسهر: مات سنة ثلاث عشرة، وقال مرة: بعد سنة اثنتي عشرة " [انظر: مشاهير علماء الأمصار (ص: ١٤١) سير أعلام النبلاء (٥/ ١٥٥)، تهذيب التهذيب (١٠/ ٢٥٨)].
(٨) أخرجه الثعلبي في تفسيره (١٠/ ٢٨) عن عبد الله بن الحسن، ولم أقف على تخريج النقاش له، كما أخرجه ابن جرير في جامع البيان (٢٩/ ٥٥) عن مكحول، وأخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره (١٠/ ٣٣٧٠) عن مكحول، وأورده السُّيوطي في الدُّرِّ المنثور (١٤/ ٦٦٨)، وعزاه لسعيد بن منصور وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن مكحول، وأورده ابن كثير عن ابن أبي حاتم من طريق مكحول. ثم قال ابن كثير: "وهو حديث مرسل". [تفسير القرآن العظيم (٤/ ٤٤١)]، وحكم عليه شيخ الإسلام ابن تيمية بالوضع , [مجموع الفتاوى (٣/ ١٩٥)].

<<  <   >  >>