للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والواو ضمير الحميم الأول. و {هُم} ضمير الحميم الثاني , وجمعَ؛ لأنَّ فعيلاً يقعُ موقعَ الجمعِ. وأصلُهُ: يبصرون بهم , فحذف الجار.

وقيل: لا تعلقَ له بالأول , والمعنى: يبصرُ الكافرون من أضلوهم , ويبصرُ المقتولُ قاتلَه , والمظلومُ من ظلمَهُ.

وقيل: يبصرُ الإنسانُ الملائكةَ (١).

{يَوَدُّ الْمُجْرِمُ لَوْ يَفْتَدِي مِنْ عَذَابِ يَوْمِئِذٍ بِبَنِيهِ (١١)}: بولدهِ وهم أعزُ الخلقِ إليه.

{وَصَاحِبَتِهِ}: زوجته وسكنه.

{وَأَخِيهِ (١٢)}: الذي كانَ له ناصراً ومعيناً.

ويحتمل أن قوله: {أَخِيهِ}: جمع أخ , فقد جُمعَ أخ وأب جمعُ السلامة.

وقيل: أخيه لأمه (٢) وأبيه.

{وَفَصِيلَتِهِ الَّتِي تُؤْوِيهِ (١٣)}: وقبيلتِه التي تضمُهُ لقرابته.

وقيل: يأوي إليها عند الخوف.

الفراء: " الفصيلة: أقربُ آبائه الذي ينتهي إليهم " (٣).

وقيل: أمُّه التي (٤) تربيه, رواه الماوردي لمالك (٥) (٦).


(١) انظر: جامع البيان (٢٩/ ٧٣)، البحر المحيط (١٠/ ٢٧٤).
(٢) في (أ) " بأمَّه ".
(٣) " التي " ساقطة من (ب).
(٤) انظر: معاني القرآن (٣/ ١٨٤).
(٥) مالك بن أنس بن مالك بن أبى عامر بن عمرو بن الحارث الأصبحي الحِميري، أبو عبد الله المدني، إمام دار الهجرة، وأحد الأئمة الأربعة، وإليه يُنسب المذهب المالكي، وهو شيخ الإمام الشافعي، وكان من سادات أتباع التابعين وجلة الفقهاء والصالحين، وقد طلب مالك العلم، وهو ابن بضع عشرة سنة، وتأهل للفتيا، وجلس للإفادة، وله إحدى وعشرون سنة، وحدَّث عنه جماعة وهو حي شاب طري، وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك، وازدحموا عليه في خلافة الرشيد، وإلى أن مات.
قال عنه ابن عيينة: " مالك عالم أهل الحجاز، وهو حجة زمانه "، وقال يحيى القطان: " ما في القوم أصح حديثا من مالك، كان إماماً في الحديث "، وقال ابن مهدي: " أئمة الناس في زمانهم أربعة: الثوري، ومالك، والأوزاعي، وحماد بن زيد، وقال: " ما رأيت أحداً أعقل من مالك ".
وسأله المنصور أن يضع كتابا للناس يحملهم على العمل به، فصنف " الموطأ "، وكانت وفاته بالمدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، ودفن بالبقيع جوار إبراهيم ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - سنة تسع وسبعين ومائة للهجرة [انْظُرْ تَرْجَمتَهُ: مشاهير علماء الأمصار (ص: ١٦٩)، سير أعلام النبلاء (٨/ ٤٨) وفيات الأعيان (٤/ ١٣٥)].
(٦) انظر: النُّكت والعيون (٦/ ٩٢).

<<  <   >  >>