{وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (٧٢)}.
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ} في الميراث وقيل في المؤازرة {أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ} أي (١): ما أمرتم به من التوارث بالإيمان والهجرة , وقيل: بالتعاون والتوازر {تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ} زوال نظام المؤمنين وتفريق كلمتهم {وَفَسَادٌ كَبِيرٌ (٧٣)} في الدين من جهة الكفار وسفك الدماء.
قسم الناس في هذه الآية أربعة أقسام:
قسم آمنوا وهاجروا من مكة، وهم المهاجرون.
وقسم آمنوا ونصروا المؤمنين، وهم الأنصار.
وقسم آمنوا ولم يهاجروا، وهم الذين أَمَرَ بنصرهم إن استنصروهم.
وقسم هم الكفار.
فاختار من بينهم المهاجرين والأنصار ثم ألحق بهم من يأتي بعدهم فقال:
{وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا} صدقاً، أي: المبالغون في إيمانهم , وقيل: حقاً تأكيد للكلام.
{لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٧٤)} الجنة.
ومعنى كريم: لا مِنَّةَ فيه ولا تنغيص.
وقيل {وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٧٤)}: لا يصير حدثاً بل رشحاً كالمسك.
{وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ} بعد نزول هذه الآية , وقيل: هي الهجرة الثانية.
{وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ} ذكر في الآية الأولى سبيل الله والأموال والأنفس وترك في الثانية الأموال والأنفس اكتفاء بالذكر في الأولى وترك في الثالثة سبيل الله
(١) في (أ): (إلَاّ ما أمدتم) والمثبت من (ب).