للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وجاء في القصة: فأقبل على يوسف وقال له: أتحب ذلك (١) يا بني؟ وقد كانوا قالوا له: اطلب من أبيك أن يبعثك معنا، قال: نعم، قال يعقوب: إذا كان غداً أذنت لك في ذلك، فلما أصبح يوسف لبس ثيابه وشَدَّ عليه منطقته (٢) وخرج مع إخوته، فشيعهم يعقوب وقال: يا بني أوصيكم بتقوى الله وبحبيبي يوسف، ثم أقبل على يوسف وضَمَّهُ إلى صدره وقَبَّلَ بين عينيه، ثم قال: أستودعك الله رب العالمين، وانصرف (٣).

{فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيَابَتِ الْجُبِّ} أي: عزموا على إلقائه في البئر.

يقال: أجمع أمره: إذا صحح العزم.

أتوا به البئر وجعلوا يدلونه فيها فيتعلق (٤) بشفيرها فربطوا يديه ونزعوا قميصه، وقال: يا إخوتاه: ردوا عليَّ قميصي أتوارى به في الجب، فقالوا (٥): ادع الأحد عشر كوكباً والشمس والقمر يكسوك ويؤنسوك، فدلوه في البئر حتى إذا بلغ نصفها ألقوه، وكان في البئر ماء فسقط فيه ثم آوى إلى صخرة في البئر فقام عليها يبكي، فجاءه جبريل عليه السلام بالوحي من الله وهو قوله:

{وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ} لتخبرن يا يوسف إخوتك.

{بِأَمْرِهِمْ هَذَا} بصنيعهم هذا، يريد بمصر، وهو قوله: {هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ} [يوسف: ٨٩].

{وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (١٥)} قيل: متصل بالوحي، أي: أوحينا وهم لا يشعرون،


(١) كلمة (ذلك) سقطت من (د).
(٢) في (أ): (منطقة).
(٣) هذا السياق أقرب ما يكون إليه ما ورد عند الثعلبي في كتابه «قصص الأنبياء» (ص ٩٨ - ٩٩).
(٤) في (د): (فيعلق).
(٥) في (د): (فقال).

<<  <   >  >>