للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فدمعت عيناه ورق لهم، وقال (١): {هَلْ عَلِمْتُمْ مَا فَعَلْتُمْ بِيُوسُفَ}، حكاه الثعلبي (٢).

وحكى ابن الهيصم (٣) في قصصه أنه صلبهم، وفي القولين بعد، والله أعلم.

{إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (٨٩)} قيل: شبان، ومظنة الجهل الشباب، وقيل: صبيان، وفيه بعد، وقيل: مذنبون، وقيل: {إِذْ أَنْتُمْ جَاهِلُونَ (٨٩)}: يوم كنتم جاهلين، وقيل: جاهلون بعاقبة ما يصير إليه أمركم وأمر يوسف.

ابن عيسى: هذا تذكير يتضمن التوبيخ لهم بما صنعوا به (٤) من إلقائه في الجب بعد أن كانوا عزموا على قتله، ثم بيعهم إياه من التاجر، وبما صنعوا بأخيه من إفراده عن أخيه لأمه وأبيه (٥)، ثم جفائهم به حتى كان لا يكلم أحداً منهم إلا كلام الذليل للعزيز (٦).

{قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنْتَ يُوسُفُ} قرئ بالخبر وبالاستفهام (٧)، والوجه الخبر (٨)، لأن بين الاستفهام وبين (إن) واللام تنافياً (٩)، هذا للتردد وذلك (١٠) للتحقيق.


(١) في (د): (وقيل).
(٢) انظر: «الكشف والبيان» (ص ٤٤٤ - ٤٤٥/ رسالة جامعية)، ولم يحك الثعلبي هذا القول وحده، بل حكى الأقوال السابقة كلها.
(٣) في (ب): (الهيثم)، وقد سبق التعريف به.
(٤) سقطت (به) من (ب).
(٥) في (ب): (لأبيه وأمه).
(٦) في (ب): (العزيز للذليل).
(٧) قرأ أبو جعفر وابن كثير (قالوا إنَّك لأنت يوسف) بكسر الألف على الخبر، وقرأ باقي العشرة بهمزتين على الاستفهام، على أصولهم.
انظر: «المبسوط» (ص ٢١١)، و «النشر» ١/ ٣٧٢.
(٨) إن كان الكرماني يرجح قراءة على قراءة، فينبغي أن يُعلم أنها قراءاتٌ متواترة صحيحة ولها وجه في اللغة، وتوجيه في المعنى.
(٩) في (ب): (وبين اللام وإن تنافياً).
(١٠) في (ب): (وهذا)، وفي (د): (للتحقق).

<<  <   >  >>