للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وروى (١) البراء بن عازب رضي الله عنه أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذكر قبض روح المؤمن، قال: (فيعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه في قبره ويقولان له: من ربك وما دينك ومن نبيك (٢)، فيقول: ربي الله (٣) وديني الإسلام ونبيي محمد، فينتهرانه ويقولان الثانية: من ربك وما دينك ومن (٤) نبيك، وهي آخر فتنة، فينادي منادٍ من السماء: أن صدق عبدي، قال: فذلك قوله {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ}.

وقيل: {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: القبر، {وَفِي الْآخِرَةِ} بعد (٥) البعث.

وقيل: {فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا}: يريد الإيمان في الدنيا، {وَفِي الْآخِرَةِ}: القبر.

وقيل: يحيا في الدنيا على الإيمان ويحشر على الإيمان, وقيل: التثبيت في الدنيا: الفتح والنصر، وفي الآخرة: الجنة والثواب.

{وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} فلا يثبتهم على القول الثابت, وقيل: {وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} بأن يخذلهم (٦) ولا يوفقهم.

{وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (٢٧)} فلا اعتراض عليه في تثبيت المؤمنين وإضلال الظالمين.

{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا} هم صناديد قريش وظلمتهم، قطع الله دابرهم يوم بدر.

وعن عمر بن الخطاب وعلي رضي الله عنهما: أنها نزلت في الأَفْجَرَين من قريش بنو المغيرة وبنو أمية، فأما بنو المغيرة فكفيتموهم يوم بدر وأما بنو أمية فمُتِّعوا إلى (٧) حين (٨).

وقيل: هو عام في جميع المشركين.

و{نِعْمَتَ اللَّهِ}: محمد -صلى الله عليه وسلم- بعثه الله نعمة عليهم فكفروا وغيروا.


(١) في (د): (وروي عن البراء). والحديث أخرجه البخاري (٤٦٩٩) ومسلم (٢٨٧١ - ٧٣) وأبو داود (٤٧٥٠) وغيرهم مختصراً، ورواه أبو داود (٤٧٥٣) وأحمد ٤/ ٢٨٧ والحاكم ١/ ٣٧ مطولاً.
(٢) سقط قوله (ومن نبيك) من (أ).
(٣) في (ب): (الله ربي).
(٤) في (أ): (وما نبيك).
(٥) سقطت كلمة (بعد) من (أ)، وحصل سقط في (ب) من بعد قوله (بعد البعث) حيث ورد فيها النص كالتالي: ( ... بعد البعث وقيل يحيا في الدنيا ... ).
(٦) في (ب): (أي يخذلهم).
(٧) في (د): (فتمتعوا)، وفي (ب): (حتى حين).
(٨) أخرجه الطبري ١٣/ ٦٦٩.

<<  <   >  >>