وكان قد استأذن عمر في بناء قوة بحرية لمحاربة الروم فلم يأذن.
ثم توفي عمر وهو عن معاوية راض، فأقرّه عثمان بن عفان - رضي الله عنهم - على إمرة الشام كلها، وكان معاوية يغزو الروم، وكان على رأس صائفة، واستطاع أن يصل إلى عمّورية (موقع أنقرة اليوم)، ومعه عدد من الصحابة، منهم: عبادة بن الصامت، وأبو أيوب الأنصاري، وأبو ذر الغفاري، وأبو الدرداء، وشداد بن أوس - رضي الله عنهم -.
وأعاد معاوية طلب بناء قوة بحرية للمسلمين، فوافق عثمان - رضي الله عنه -، فبنى أسطولًا، وغزا بنفسه جزيرة قبرص سنة خمس وعشرين وقيل سنة ثمان وعشرين.
وعندما قامت الدولة الأموية استكمل معاوية - رضي الله عنه - ما بدأه في بناء القوة البحرية لحماية سواحل الدولة الإسلامية بإقامة المراكب للغزو إلى جانب ترتيب الحفظة في السواحل مما استولى عليه المسلمون من قواعد ومنشآت بحرية، وعندما خرجت الروم في عهده إلى السواحل الشامية أمر بجمع الصناع من النجارين فجُمعوا ورتبهم في السواحل الشامية وجعل مقر دار صناعة السفن في جند الأردن بعكا.
كما أنشأ الخليفة معاوية - رضي الله عنه - أول دار صناعة للأساطيل لإنتاج السفن الحربية المختلفة بمصر سنة ٥٤ هـ في عهد واليها مسلمة بن مخلد الأنصاري، وبلغت السفن الحربية في عهد معاوية - رضي الله عنه - نحوًا من ألف وسبعمائة سفينة شراعية مشحونة بالرجال والسلاح وجميع العتاد، والمستلزمات القتالية البحرية.
روى البخاري في صحيحه عن أم حَرَام الأنصارية أنها سمعت النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - يَقُولُ:«أوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا».، ومعاوية هو أمير تلك الغزوة، ومعه عدد من الصحابة، وقام بتحصين أسوار سواحل الشام عند ذهابه إلى قبرص، مثل عكا وصور، وأنشأ حصونًا وشحنها بالجند.
توقفت الفتوحات بعد مقتل عثمان بن عفان - رضي الله عنه - مظلومًا.