للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يرى منهم عقوقًا أو تمردًا ربما كان هو السببَ فيه. وما علم الوالدان أن هذا الدعاء ربما وافق ساعة إجابة، فتقع الدعوة موقعها، فيندمان ولات ساعة مندم.

ولا يجوز الدعاء على الولد، ولا لعْنُه، ولا سَبُّه، فقد قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «لاَ تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَوْلاَدِكُمْ، وَلاَ تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ؛ لاَ تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ سَاعَةً يُسْأَلُ فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ» (رواه مسلم). ولفظ أبي داود: «لَا تَدْعُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى خَدَمِكُمْ، وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ، لَا تُوَافِقُوا مِنَ اللهِ - تَبَارَكَ وَتَعَالَى - سَاعَةَ نَيْلٍ فِيهَا عَطَاءٌ، فَيَسْتَجِيبَ لَكُمْ» (صححه الألباني).

(لَا تَدْعُوا) أَيْ دُعَاء سُوءٍ (عَلَى أَنْفُسِكُمْ) أَيْ بِالْهَلَاكِ وَمِثْلِهِ (وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَوْلَادِكُمْ) أَيْ بِالْعَمَى وَنَحْوِهِ (وَلَا تَدْعُوا عَلَى أَمْوَالِكُمْ) أَيْ مِنَ الْعَبِيدِ وَالْإِمَاءِ بِالْمَوْتِ وَغَيْرِهِ (لَا تُوَافِقُوا) نَهْيٌ لِلدَّاعِي وَعِلَّةُ النَّهْيِ أَيْ لَا تَدْعُوا عَلَى مَنْ ذُكِرَ لِئَلَّا تُوَافِقُوا (مِنَ اللَّهِ سَاعَةَ نَيْلٍ) أَيْ عَطَاءٍ (فِيهَا عَطَاءٌ فَيَسْتَجِيبُ لَكُمْ) أَيْ لِئَلَّا تُصَادِفُوا سَاعَةَ إِجَابَةٍ وَنَيْلٍ فَتُسْتَجَابَ دَعَوْتُكُمُ السُّوءُ.

جاء رجل يشكو إلى سعيد بن المسيب فساد ولده، فقال له سعيد بن المسيب: «علّك دعوتَ عليه»، قال: «نعم»، قال: «أنت أفسدته بالدعوة عليه». (علك: لعلك).

قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في شرحه لهذا الحديث من رياض الصالحين: «وهذا يقع كثيرًا عند الغضب، إذا غضب الإنسان ربما يدعو على نفسه وربما يدعو على ولده، ويقول - مثلًا -: «قاتلك الله، أو جزاك الله بسوء»، وما أشبه ذلك حتى إن بعضهم يدعوا على ولده باللعنة؛ نسأل الله العافية، وكذلك نجد بعض الناس يدعو على أهله , يدعو على زوجته , يدعو على أخته بل ربما دعا على أمه، والعياذ بالله، مع الغضب وكذلك يدعو على ماله يقول - مثلًا - على سيارة: «يكثر عطلها، الله لا يبارك

<<  <  ج: ص:  >  >>