في هذه السيارة، هذه الدار، هذا الفراش، وما أشبه ذلك، كل ذلك نهى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أن ندعو عليها؛ لأنه ربما يصادف ساعة إجابة، فإذا صادف ساعة إجابة فإنه يستجاب.
لو قلت مثلًا لولدك:«تعال، قاتلك الله؛ لماذا فعلت كذا وكذا , الله لا يوفقك، الله لا يربحك، الله لا يصلحك»، كل هذا حرام لا يجوز؛ لأنه ربما يصادف ساعة إجابة.
كذلك المال: المال الذي يتعسر عليك، السيارة، أو الشغل في البيت أو غير ذلك لا تدعوا عليه، لا تقل:«الله لا يبارك في كذا». لكن قل:«اللهم يَسِّرْ الأمر، اللهم سَهِّلْ» حتى يحصل التسهيل والتيسير.
قصص واقعية لنقارن بين دعاء الخير ودعاء الشر:
١ - شاب لم يوفق بسبب دعوة والده عليه:
شابٌ في زمن ليس ببعيد، كان يرعى الغنم لأبيه، ورأى تهافتَ الشباب على السفر والانخراط في السلك العسكري، فطلب من أبيه أن يسمح له ليذهب معهم، فرفض الوالدُ ذلك، حاول مرارًا فلم يأذن له، قال الشاب:«سأذهب أذِنْتَ أم لم تأذن»، قال:«أما القوة فما لي عليك من قوة، لكن مالي عليك إلا سلاح أوجهه في وقت السحر»، وجاء يوم من الأيام وترك هذا الشاب غنمه مع أحد أقرانه، وذهب إلى إحدى قريباته فزوَّدَتْه بما يحتاجه المسافر وذهب إلى سفره.
وعلم الأب - وكان صالحًا تقيًا - بسفره بدون إذنه، فرفع يديه إلى الحي القيوم وسأل الله - عز وجل - أن يُرِيَه فيه ما يكره، فعَمِيَ الولدُ وهو في الطريق، واستقبله بعض أفراد قبيلته في الطائف، وسألوه:«ماذا تريد؟»، قال:«كنت أريد الوظيفة أما الآن فأعمى لا يقبل مثلي في الوظيفة»، أخذوه وجاءوا به إلى أبيه، وعندما دخل عليه البيت وهو في الليل - ووالده قليل البصر وهذا الشاب أعمى- فقال أبوه:«أفلان أنت؟»، قال:«نعم». قال:«هل وجدت السهم؟». قال:«نعم والله».