للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إن من فوائد إفشاء السلام حصول الألفة؛ فتتألف الكلمة وتَعُمّ المصلحةُ وتقع المعاونة على إقامة شرائع الدين وإخزاء الكافرين، وهي كلمةٌ إذا سُمِعَت أخلصت القلب الواعي لها غير الحقود إلى الإقبال على قائلها.

عاشرًا: الابتسام والبشاشة:

للابتسامة أثر حسن على الآخرين صغارًا وكبارًا وهي مما يزرع الألفة والمحبة بين الناس وقد حث النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عليها وأمر بها مع فِعْلِه - صلى الله عليه وآله وسلم - لها فعن أبي ذَرٍّ سدد خطاكم قال: قال رسول اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: “ تَبَسُّمُكَ في وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ “ (رواه الترمذي، وصححه الألباني).

وقال ابن عيينة - رحمه الله -: «البشاشة مصيدةُ المودة، والبر شيء هَيِّن: وجْهٌ طليقٌ وكلامٌ ليِّنٌ».

تَجَافى النومُ بَعدَك عن جُفوني ... ولكن ليس يَجفوها الدموعُ

يذَكِّرُني تَبَسُّمَك الأقاحي ... ويَحكِي لي تَوَرُّدَك الربيعُ

الْأُقْحُوَانُ: مِنْ نَبَاتِ الرَّبِيعِ لَهُ زهر أَبْيَضُ، والجمع أقاحي.

الحادي عشر: ترك السؤال عما لا يعنيك وتتبع أحوال الناس وعيوبهم:

قال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مِنْ حُسْنِ إِسْلامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا يَعْنِيهِ» (رواه الإمام أحمد في المسند، وصححه الألباني).

وعن زيد بن أسلم قال: دُخل على أبي دجانة سدد خطاكم وهو مريض وكان وجهه يتهلل فقيل له: «ما لِوَجْهِك يتهلل؟»، فقال: «ما من عملي شيء أوثق عندي من اثنتين: أما إحداهما: فكنت لا أتكلم فيما لا يعنيني، وأما الأخرى: فكان قلبي للمسلمين سليمًا».

<<  <  ج: ص:  >  >>