للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكثير منا يعتب على أخيه في أمر هو يأتيه ومن نفسه يرتضيه، وأبغض منه من يعتب على من يحسن إليه، فإن عاتبْتَ فليكُنْ عتابُك بحق ورفق ولطف ولا تبالغ فيه فتسيء أكثر من إساءة المعاتَب.

تَرَفَّقْ أيُّها المولَى عليهِمْ ... فإنَّ الرِّفْقَ بالجانِي عِتابُ

وقد قيل: «إن أفضل العتاب ما غَرس العفوَ وأثمر المحبة، وعَتْبٌ يوجب العفو والصفاء أفضلُ من تركٍ يُعْقِبُ الجفاء».

رأيتُ أساليبَ للعتابِ كثيرةً ... وألطَفُها ما أكّدَ الحُبَّ في القلب

إذا ما خلَوْنا لم أجِدْ ما أقولُه ... يَلِذُّ سوَى الشكوَى إليهِ مع العَتْب

وعلى المعاتَب أن يصبر على من يعاتبه ويحسن إليه فلعله بذلك يريح نفسه بتلك المعاتبة فتصفو نفسُه بعدها.

قُلْ لأحبابِنا الجناةِ علينَا ... دَرِّجُونا على احتمالِ الملال

أحْسِنُوا في عتابِكم أو أسِيئُوا ... لا عَدِمْنَاكم علَى كلِّ حال

ومن أراد العتاب فليحسن اختيار الوقت والمكان المناسبين له؛ فلا يعاتب بحضرة أناس آخرين، كما لا يعاتب في حال فرح أو حزن أو انشغال؛ فهذا مما يزيد الأمر سوءًا وقد أحسن القائل:

ولو كان هذا موضعُ العَتْبِ لاشْتَفَى ... فُؤادِي ولكنْ للعتابِ مواضعُ

<<  <  ج: ص:  >  >>