للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما من جهة النساء فالأمر أطم، فما تحلو الأسواق إلا في العشر الأواخر من رمضان!! في كل يوم سوق!! وفي كل ليلة مجمع تجاري!! تمضي الساعات وهي في غاية السعادة!! وما تحلو الزيارات هنا أو هناك إلا في الأيام المباركات!! فسبحان الله، مواسم عظمية تضيع؟!! ومواسم جليلة يفرط فيها؟!! فرطوا في الثلث الأخير من الليل؟!! وضيعوا الصلوات المكتوبات في النهار!!

أما عَلِمْتَ أن من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليله؟! أما علِمْتَ أن في العشر الأواخر من رمضان ليلة القدر التي هي خير من ألف شهر؟!! ليلة القدر التي مَن قامها إيمانًا واحتسابًا غُفِر له ما تقدم من ذنبه!! فلماذا إذن التفريط والإضاعة؟ لماذا التكاسل والتهاون في العبادة؟ عجبًا لأمرك كيف تُضَيِّع هذا الموسم العظيم وتلك الأوقات الثمينة بمثل لعب الورق (الكوتشينة) ومشاهدة القنوات الفضائية!!

يا ساهيًا لاهيًا عَمَّا يُرادُ بهِ ... آنَ الرحيلُ وما قدمْتَ مِن زاد

ترجُو البقاءَ صحيحًا سالمًا أبدًا ... هيهاتَ أنتَ غدًا فيمنْ غدَا غادِي

ما الحل؟

عرفنا جميعا الداء الذي يعاني منه فئام من الناس .. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: أنا الآن أدركْتُ خطورة السهر ومضاره الدينية والصحية والاجتماعية وغيرها فماذا أفعل؟ وماذا أصنع؟ فالجواب: هناك عدة أمور منها:

أولًا: شعورك بالخطأ؛ هذا بحد ذاته مكسب يجعلك تفكر في محاولة إصلاح نفسك من جديد.

ثانيًا: تذكر عواقب السهر وأضراره الدينية والدنيوية والاجتماعية.

ثالثًا: تذكر ثمرات النوم المبكر وما يعيشه صاحبه من نشاط وحيوية.

رابعًا: تذكر هدي المصطفى - صلى الله عليه وآله وسلم - وأنه كان ينام مبكرًا إلا من حاجة، وهو قدوتك وحبيبك {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا (٢١)} (الأحزاب: ٢١).

<<  <  ج: ص:  >  >>