للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معنى قول: اللَّهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد:

البركة: النماء والزيادة.

والتبريك: الدعاء بذلك. ويقال: باركه الله وبارك فيه، وبارك عليه، وبارك له.

وفي القرآن الكريم: {وَبَارَكْنَا عَلَيْهِ وَعَلَى إِسْحَاق} (الصافات:١١٣)، وفيه:

{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا} (الأنبياء:٧١).

وقَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ - رضي الله عنهما -:عَلَّمَنِي رَسُولُ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - كَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ فِي قُنُوتِ الْوِتْرِ: «اللَّهُمَّ اهْدِنِي فِيمَنْ هَدَيْتَ، وَعَافِنِي فِيمَنْ عَافَيْتَ، وَتَوَلَّنِي فِيمَنْ تَوَلَّيْتَ، وَبَارِكْ لِي فِيمَا أَعْطَيْتَ، وَقِنِي شَرَّ مَا قَضَيْتَ إِنَّكَ تَقْضِي وَلَا يُقْضَى عَلَيْكَ، وَإِنَّهُ لَا يَذِلُّ مَنْ وَالَيْتَ وَلَا يَعِزُّ مَنْ عَادَيْتَ تَبَارَكْتَ رَبَّنَا وَتَعَالَيْتَ». (صحيح رواه أصحاب السنن).

والْمُبَارَك: الذي قد بارَكه الله سبحانه، كما قال المسيح - عليه السلام -: {قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ آَتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} (مريم:٣٠ - ٣١).

وكتاب الله مبارَك، قال تعالى: {وَهَذَا ذِكْرٌ مُبَارَكٌ أَنْزَلْنَاهُ أَفَأَنْتُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ} (الأنبياء:٥٠)، وقال: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} (ص:٢٩)، وهو أحق أن يسمى مباركا من كل شيء؛ لكثرة خيره ومنافعه، ووجوه البركة فيه.

والرب تعالي يقال في حقه: «تبارك»، ولا يقال: مبارك.

وقال الحسن: «تبارك»:تجيء البركة من قِبَله.

وقال الضحاك: تبارك: تعاظم. وقال الخليل بن أحمد: تمجد.

وقال الحسين بن الفضل: تبارك في ذاته، وبارك فيمن شاء من خلقه.

قال الإمام ابن القيم: وهذا أحسن الأقوال.

<<  <  ج: ص:  >  >>