الآيتان السابقتان لا تدلان على مشروعية المولد، كما أن المراجع لكتب التفسير يجد لهما سياقات ودلالات أخرى لا تتفق وما أرادوا التدليل عليه، ومن الغريب وضعهم لهاتين الآيتين في غير موضعهما للتدليل على ما لا تدلا عليه.
وتذكرنا هذه الاستدلالات بمناظرة جرت لابن حزم مع بعضهم فاستدل مناظره بآية لا تدل على المراد، فما كان من ابن حزم إلا أن قال: «إذا كان هذا دليلك فدليلي {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ}(الناس: ١).
الشبهة الثالثة عشرة:
يقولون إن الله - سبحانه وتعالى - كَرَّم بعض الأماكن المرتبطة بالأنبياء مثل مقام إبراهيم - عليه السلام - حيث قال تعالى:{وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى}(البقرة: ١٢٥)، وهذا فيه حَثٌ على الاهتمام بكل ما يتعلق بالأنبياء ومنها الاهتمام بيوم مولد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.
الجواب:
١ - العبادات مبناها على التوقيف والإتباع لا على الرأي والابتداع. فما عظمه الله ورسوله - صلى الله عليه وآله وسلم - من زمان أو مكان فإنه يستحق التعظيم وما لا فلا.
والله تبارك وتعالى قد أمر عباده أن يتخذوا من مقام إبراهيم مصلى ولم يأمرهم أن يتخذوا يوم مولد النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عيدًا ويبتدعوا فيه بدعًا لم يؤمروا بها.