فَقَالَ مُعَاوِيَةُ:«صَدَقْتَ»(رواه الإمام أحمد، وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح). فرجع معاوية - رضي الله عنه - عن رأيه لما استبان له أن رأي ابن عباس موافق لسنة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.
الشبهة الرابعة عشرة:
قول الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - في فضل يوم الجمعة:«إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ»(رواه أبو داود، وصححه الألباني).
قالوا: يؤخذ من قوله - صلى الله عليه وآله وسلم - في فضل يوم الجمعة، وعدّ مزاياه:«فِيهِ خُلِقَ آدَمُ» تشريف الزمان الذي ثبت أنه ميلاد لأي نبي كان من الأنبياء - عليهم السلام - فكيف باليوم الذي ولد فيه أفضل النبيين وأشرف المرسلين - صلى الله عليه وآله وسلم -.
الجواب:
١ - جاءت النصوص الشرعية الصريحة الثابتة بفضل يوم الجمعة، واعتباره أحد أعياد المسلمين، واختصاصه بخصائص ليست لغيره، فنحن نقف مع النصوص الشرعية حيث وقفت، ونسير معها حيث اتجهت فالله - سبحانه وتعالى - يقول:{وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}(الحشر: ٧)، ويقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (١)} (الحجرات: ١). ولا نبيح لأنفسنا أن نشرع تفضيل يوم بعينه، لم يرد النص بتفضيله، إذ لو كان خيرًا لشرع لنا تفضيله، كما شرع لنا تفضيل يوم الجمعة، قال تعالى:{وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}(مريم: ٦٤).