ولو جاءت نصوص شرعية تنص على فضل يوم ذكرى ميلاد سيدنا محمد رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، لكنا بتوفيق الله وهدايته أسرع الناس إلى اعتبار ذلك والأخذ به، امتثالا لقوله تعالى:: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}(الحشر: ٧).
٢ - النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يكن يخص يوم الجمعة بشيء من نوافل الأعمال وقد نهى عن تخصيصه بالصيام وعن تخصيص ليلة الجمعة بالقيام ففي صحيح مسلم» عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:«لاَ تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِى وَلاَ تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الأَيَّامِ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ فِى صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ».
وإذا كان النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يخص يوم الجمعة بشيء من نوافل الأعمال من أجل أن آدم - عليه السلام - قد خُلِقَ فيه فأي متعلق لدعاة الاحتفال في ذكر ذلك الاستدلال به على جواز الاحتفال بالمولد.
٣ - لماذا نهى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عن صيام يوم الجمعة تطوعًا وحده؟ ولماذا لم يقل إثر إخباره أو فيما بعد: فأقيموا لأبيكم وأبي عيد وجود، أو حلقة ذكر بمناسبة الذكرى نتدارس فيها نعم الله على خلقه، ونذكر فيها العامة، وتكون سنة لمن بعدنا؟
وهل يمكن أن تكون محبة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لأبيه آدم - عليه السلام - قاصرة أو معدومة؟ أم أن هؤلاء يعلمون ما لم يعلمه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -.