للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد أخبر الله العظيم أنه قد رضي عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان: فيا ويل من أبغضهم أو سَبَّهم أو أبغض أو سبَّ بعضهم، ولا سيما سيدُ الصحابة بعد الرسول وخيرهم وأفضلهم، الصديق الأكبر والخليفة الأعظم أبا بكر بن أبي قحافة - رضي الله عنه -.

ولكن الطائفة المخذولة من الرافضة يعادون أفضل الصحابة ويُبغضونهم ويَسُبُّونهم، عياذًا بالله من ذلك. وهذا يدل على أن عقولهم معكوسة، وقلوبهم منكوسة، فأين هؤلاء من الإيمان بالقرآن، إذ يسبُّون من رضي الله عنهم؟ وأما أهل السنة فإنهم يترضّون عمن - رضي الله عنه -، ويسبون من سبه الله ورسوله، ويوالون من يوالي الله، ويعادون من يعادي الله، وهم متبعون لا مبتدعون، ويقتدون ولا يبتدون ولهذا هم حزب الله المفلحون وعباده المؤمنون.» اهـ بتصرف من (تفسير القرآن العظيم).

وقد قيل: المراد بـ {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ} جميع المهاجرين والأنصار.

قال محمد بن زياد: قلت يوما لمحمد بن كعب القرظى - رضي الله عنه -:ألا تخبرنى عن أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فيما بينهم؟ ـ وأردت الفتن ـ، فقال: إن الله قد غفر لجميعهم محسنهم ومسيئهم، وأوجب لهم الجنة فى كتابه.

فقلت له: فى أى موضع أوجب لهم؟ فقال: سبحان الله ألا تقرأ {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ} إلى آخر الآية، فأوجب الله الجنة لجميع أصحاب النبى - صلى الله عليه وآله وسلم -.

وقال الشنقيطى - رحمه الله - في (أضواء البيان): «ولا يخفى أنه تعالى صرح فى هذه الآية الكريمة أنه قد رضى عن السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان، وهو دليل قرآنى صريح في أن من يسبهم ويبغضهم أنه ضال مخالف لله ـ جل وعلا ـ، حيث أبغض من - رضي الله عنه -، ولا شك أن بُغض من - رضي الله عنه - مضادة له جل وعلا وتمرد وطغيان».

<<  <  ج: ص:  >  >>