تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * يَوْمَئِذٍ يُوَفِّيهِمُ اللهُ دِينَهُمُ الْحَقَّ وَيَعْلَمُونَ أَنَّ اللهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِينُ} (النور:٢٣ - ٢٥) هذا وعيد من الله تعالى للذين يرمون المحصنات الغافلات ـ خُرِّج مخرج الغالب ـ المؤمنات.
فأمهات المؤمنين أولى بالدخول في هذا من كل محصنة، ولا سيما التي كانت سبب النزول، وهي عائشة بنت الصديق - رضي الله عنها -.
وقد أجمع العلماء ـ رحمهم الله ـ قاطبةً على أن مَنْ سَبَّها بعد هذا ورماها بما رماها به، بعد هذا الذي ذُكر في هذه الآية، فإنه كافر؛ لأنه معاند للقرآن.
وفي بقية أمهات المؤمنين قولان: أصحهما أنهن كَهِيَ، والله أعلم».
* قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في (الصارم المسلول):أما من اقترن بسبه دعوى أن عليًا - رضي الله عنه - إله أو أنه كان هو النبي وإنما غلط جبرائيل في الرسالة، فهذا لا شك في كفره بل لا شك في كفر من توقف في تكفيره.
وكذلك من زعم منهم أن القرآن نُقِصَ منه آياتٌ وكُتِمَتْ، أو زعم أن له تأويلاتٍ باطنة تُسقِط الأعمال المشروعة ونحو ذلك وهؤلاء يسمون القرامطة والباطنية ومنهم التناسخية وهؤلاء لا خلاف في كفرهم.
وأما مَن سَبَّهم سبًّا لا يقدح في عدالتهم ولا في دينهم ـ مثل وصف بعضهم بالبخل أو الجبن أو قلة العلم أو عدم الزهد ونحو ذلك ـ فهذا هو الذي يستحق التأديب والتعزير ولا نحكم بكفره بمجرد ذلك وعلى هذا يحمل كلام من لم يُكَفّرْهم من أهل العلم.
وأما مَن لعن وقبَّح مطلقًا فهذا محل الخلاف فيهم لتردد الأمر بين لعن الغيظ ولعن الاعتقاد.
وأما مَن جاوز ذلك إلى أن زعم أنهم ارتدوا بعد رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ إلا نفرًا قليلًا يبلغون بضعة عشر نفسًا، أو أنهم فسقوا عامتهم، فهذا لا ريب