ويُروى عن ابن مسعودٍ سدد خطاكمقال:«هذه الآية خيرٌ لأهل الذنوب من الدنيا وما فيها».
وقال ابن عباس - رضي الله عنهما - في قوله تعالى:{وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}(الحج:٧٨)، قال:«هو سعةُ الإسلامِ، وما جعل الله لأمة محمد من التوبة والكفارة».
وظاهر هذه النصوص تدلُّ على أنَّ من تاب إلى الله توبةً نصوحًا، واجتمعت شروطُ التوبة في حقه، فإنَّه يُقطع بقبولِ الله توبته، كما يُقطع بقبول إسلام الكافر إذا أسلم إسلامًا صحيحًا، وهذا قولُ الجمهور، وكلامُ ابن عبدِ البرِّ يدلُّ على أنَّه إجماع.
٢ - قد يُراد بالحسنة في قول النَّبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «أتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحَسَنَةَ» ما هو أعمُّ من التوبة، كما في قوله تعالى:{وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ}(هود:١١٤)
وعن أبي بكر الصدِّيق سدد خطاكم، عن النَّبيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:«مَا مِنْ رَجُلٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا، ثُمَّ يَقُومُ فَيَتَطهَّر، ثُمَّ يُصَلِّي، ثمَُّ يَسْتَغْفِرِ اللهَ إلاَّ غَفَرَ اللهُ لَهُ» ثم قرأ هذه الآية: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ}(إسناده حسن رواه الإمامُ أحمدُ، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابنُ ماجه).