للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وحفظ الرأس وما وعى يدخل فيه حفظُ السَّمع والبصر واللسان من المحرمات، وحفظُ البطن وما حوى يتضمن حفظ القلب عَنِ الإصرار على محرم.

قال الله - عز وجل -: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ} «البقرة:٢٣٥»، وقد جمع الله ذلك كُلَّه في قوله: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولًا} (الإسراء:٣٦).ويتضمن أيضًا حفظُ البطنِ من إدخال الحرام إليه من المآكل والمشارب.

لسانك لا تذْكرْ به عورةَ امرءٍ فكُلّكَ عوراتٌ وللناسٍ ألسُنُ

وعينُك إن أبدتْ إليك معائبًا فصُنْها وقُلْ يا عينُ للناسِ أعيُنُ

وعاشِر بمعروفٍ وسامِحْ مَن اعتدَى وفَارِقْ ولَكِنْ بالتي هي أحسنُ

**********

كل الحوادثِ مبدؤُها مِن النظرِ ومعظمُ النارِ مِن مُستصغَرِ الشررِ

كم نظرةٍ فتَكَتْ في قلبِ صاحبِها فتْكَ السهامِ بلا قوسٍ ولا وترِ؟

والعبدُ مادامَ ذا عيْنٍ يقَلّبُها في أعْيُنِ الغِيدِ موقوفٌ على الخطرِ

يُسِر مُقْلَتَهُ ما ضَرَّ مُهْجَتَهُ لا مرحبًا بسرورٍ عادَ بالضررِ

(الغَيْداء المرأَة المتثنية في مَشْيِها، والغادَةُ الفتاة الناعمة اللينة).

*********

تفنى اللذاذةُ ممنْ نالَ لذتَها ... مِنَ الحرامِ ويبقى الإثمُ والعارُ

تُبْقِى عواقبَ سُوءٍ مِن مَغبّتِها ... لاخيرَ في لذةٍ مِن بعدِها النارُ

*********

وسمعك صُنْ عن سَمَاعِ القَبيحِ كصَوْنِ اللسانِ عن النطقِ بِهْ

فإنَّكَ عندَ سماعِ القبيحِ شريكٌ لقائلِه فانْتَبِهْ

<<  <  ج: ص:  >  >>