ب- وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت:«لَقَدْ مَاتَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - وَمَا شَبِعَ مِنْ خُبْزٍ وَزَيْتٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ»(رواه مسلم).
جـ- قَالَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ: أَلَسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئْتُمْ، لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ - صلى الله عليه وآله وسلم - وَمَا يَجِدُ مِنْ الدَّقَلِ مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ» (رواه مسلم). (الدَّقَل: تَمْر رَدِيء).
ثانيًا: قناعته - صلى الله عليه وآله وسلم - في فراشه:
عَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ:«كَانَ فِرَاشُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - مِنْ أَدَمٍ وَحَشْوُهُ مِنْ لِيفٍ»(رواه البخاري).
وعن عَبْدِ اللهِ ابن مسعود - رضي الله عنه - قَالَ: نَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - عَلَى حَصِيرٍ فَقَامَ وَقَدْ أَثَّرَ فِي جَنْبِهِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ اتَّخَذْنَا لَكَ وِطَاءً؟، فَقَالَ:«مَا لِي وَمَا لِلدُّنْيَا، مَا أَنَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا كَرَاكِبٍ اسْتَظَلَّ تَحْتَ شَجَرَةٍ ثُمَّ رَاحَ وَتَرَكَهَا»(صحيح رواه الترمذي)
ثالثا: تربيته - صلى الله عليه وآله وسلم - أهله على القناعة:
لقد ربى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أهله على القناعة بعد أن اختار أزواجه البقاء معه، والصبر على القلة، والزهد في الدنيا حينما خيرهن بين الإمساك على ذلك أو الفراق والتمتع بالدنيا كما قال الله تعالى:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا * وَإِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآَخِرَةَ فَإِنَّ اللهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنْكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا}(الأحزاب:٢٨، ٢٩).
فاخترن رضي الله عنهن الآخرة، وصبرن على لأواء الدنيا، وضعف الحال، وقلة