وَظُهُور الرُّوم وَغَيْرهمْ عَلَيْهِمْ، وَانْتَهَاك الْمَدِينَة وَمَكَّة وَغَيْر ذَلِكَ. وَهَذِهِ كُلّهَا مِنْ مُعْجِزَاته - صلى الله عليه وآله وسلم -.
• معرفة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - باقتراب أجله:
بُشِّرَ النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - باقتراب أجله في آيات عدة في القرآن الكريم، منها قوله تعالى:{إِنَّكَ مَيّتٌ وَإِنَّهُمْ مَّيّتُونَ}(الزمر:٣٠)، وقوله سبحانه:{وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مّن قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِيْن مّتَّ فَهُمُ الْخَـ?لِدُونَ * كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ}(الأنبياء:٣٤، ٣٥)، وقوله:{وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى? أَعْقَـ?بِكُمْ}(آل عمران:١٤٤)، وقوله:{إِذَا جَاء نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِى دِينِ اللَّهِ أَفْو?جًا * فَسَبّحْ بِحَمْدِ رَبّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوبَا}(سورة النصر).
قَالَ مَا تَقُولُ يَا ابْنَ عَبَّاسٍ؟ قَالَ: أَجَلٌ أَوْ مَثَلٌ ضُرِبَ لِمُحَمَّدٍ - صلى الله عليه وآله وسلم - نُعِيَتْ لَهُ نَفْسُهُ (رواه البخاري).
وقد أشعر النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - أصحابه في أكثر من موطن بقرب أجله وانتقاله إلى جوار ربه، فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - إِلَى الْيَمَنِ خَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - يُوصِيهِ، وَمُعَاذٌ رَاكِبٌ وَرَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - يَمْشِي تَحْتَ رَاحِلَتِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ:«يَا مُعَاذُ إِنَّكَ عَسَى أَنْ لَا تَلْقَانِي بَعْدَ عَامِي هَذَا أَوْ لَعَلَّكَ أَنْ تَمُرَّ بِمَسْجِدِي هَذَا أَوْ قَبْرِي»، فَبَكَى مُعَاذٌ جَشَعًا لِفِرَاقِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -. (رواه أحمد وإسناده صحيح).
وعَنْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها - قَالَتْ: أَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِي كَأَنَّ مِشْيَتَهَا مَشْيُ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - فَقَالَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مَرْحَبًا بِابْنَتِي»، ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ، ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَبَكَتْ، فَقُلْتُ لَهَا: لِمَ تَبْكِينَ؟
ثُمَّ أَسَرَّ إِلَيْهَا حَدِيثًا فَضَحِكَتْ، فَقُلْتُ: مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ فَرَحًا أَقْرَبَ مِنْ حُزْنٍ، فَسَأَلْتُهَا عَمَّا قَالَ فَقَالَتْ:«مَا كُنْتُ لِأُفْشِيَ سِرَّ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -»، حَتَّى قُبِضَ النَّبِيُّ