للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويذهب بالعفاف والبهاء. فاتقين الله يا نساء المؤمنين، والزَمْنَ العفاف والحياء فذلك خير وأبقى.

يابْنَتِي إِنْ أردْتِ آية َ حُسْنٍ ... وجَمالًا يَزِينُ جِسْمًا وعَقْلاَ

فانْبِذِي عادة َ التَّبرجِ نَبْذًا ... فجمالُ النُّفوسِ أسْمَى وأعْلَى

واجعَلِي شِيمة َ الْحَيَاءِ خِمارًا ... فَهْوَ بِالْغَادة الكَريمة ِ أَوْلَى

ليس لِلْبِنْت في السَّعادة حَظٌّ ... إِن تَنَاءَى الحياءُ عَنْها ووَلَّى

والْبَسِي مِنْ عَفَاف نَفْسِكِ ثوْبًا ... كلُّ ثوبٍ سِوَاه يَفْنَى ويَبْلَى

• ويقابل الحياء البذاء والجفاء:

إن منزوع الحياء لا تراه إلا على قبح، ولا تسمع منه إلا لغوًا وتأثيمًا، عين غمازة، ونفس همازة، ولسان بذيء؛ يتركه الناس اتقاء فحشه، مجالسته شر، وصحبته ضُر، وفعله عدوان، وحديثه بذاء. ويزيد الأمر ويعظم الخطب حين يكون اللهو والتفحش في الطرب والغناء واتخاذ القينات والمعازف وقصائد المجون حيث الخروج عن الفضيلة، وخلع جلباب الحياء، ومن لا حياء له لا إيمان له.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ، وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ، وَالْبَذَاءُ مِنْ الْجَفَاءِ، وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ» (صحيح رواه الترمذي).

(الْحَيَاءُ مِنْ الْإِيمَانِ) أَيْ بَعْضُ الإيمان أَوْ مِنْ شُعَبِهِ.

(وَالْإِيمَانُ فِي الْجَنَّةِ) أَيْ أَهْلُهُ.

(وَالْبَذَاءُ) خِلَافُ الْحَيَاءِ وَالنَّاشِئُ مِنْهُ الْفُحْشُ فِي الْقَوْلِ، وَالسُّوءُ فِي الْخُلُقِ.

(مِنْ الْجَفَاءِ) وَهُوَ خِلَافُ الْبِرِّ الصَّادِرِ مِنْهُ الْوَفَاءُ.

(وَالْجَفَاءُ فِي النَّارِ) أَيْ أَهْلُهُ التَّارِكُونَ لِلْوَفَاءِ. الثَّابِتُونَ عَلَى غِلَاظَةِ الطَّبْعِ وَقَسَاوَةِ الْقَلْبِ.

• استحيوا من الله حق الحياء:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «اسْتَحْيُوا مِنْ اللهِ حَقَّ الْحَيَاءِ».قَالَ: قُلْنَا: «يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نَسْتَحْيِي وَالْحَمْدُ للهِ».

<<  <  ج: ص:  >  >>