للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال - صلى الله عليه وآله وسلم -: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِر لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ». (رواه البخاري).

وكان - صلى الله عليه وآله وسلم - يتحرى ليلة القدر، ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يعتكف لذلك، وكان يوقظ أهله في ليالي العشر رجاء أن يدركوها.

وعن أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنهما - قالت: قلتُ: يا رسول الله إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: «قُولِي: اللهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌ تُحِبُّ الْعَفْوَ، فَاعْفُ عَنِّي». (صحيح رواه الترمذي وابن ماجه).

ويستحب أن يتحرى ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، خصوصًا الليالي الوتر منها، لقوله - صلى الله عليه وآله وسلم -: «الْتَمِسُوهَا فِي العَشْرِ الأوَاخِرِ فِي الوِتْرِ» (رواه البخاري ومسلم)، ورجح بعض العلماء أنها ليلة السابع والعشرين.

(٩) الإكثار من النوافل بعد الفرائض: كالسُّنن القبلية والبعدية، وصلاة التسبيح، والضحى، والذكر والاستغفار، والدعاء خصوصًا في أوقات الإجابة، وعند الإفطار، وفي ثلث الليل الآخر، وفي الأسحار، وساعة الإجابة يوم الجمعة.

(١٠) المحافظة على صلاة الجماعة في المسجد: والاجتهاد في تطبيق قول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - «مَنْ صَلَّى للهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ». (حسن رواه الترمذي).

واعلم أن النبيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - لم يأذن في آخر الأمر للأعمى الذي جاء يطلب الرخصة في ترك صلاة الجماعة فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ سدد خطاكمقَالَ: أَتَى النَّبِىَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - رَجُلٌ أَعْمَى فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنَّهُ لَيْسَ لِى قَائِدٌ يَقُودُنِى إِلَى الْمَسْجِدِ، فَسَأَلَ رَسُولَ الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أَنْ يُرَخِّصَ لَهُ فَيُصَلِّىَ فِى بَيْتِهِ فَرَخَّصَ لَهُ، فَلَمَّا وَلَّى دَعَاهُ فَقَالَ: «هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بِالصَّلاَةِ؟».

فَقَالَ: نَعَمْ. قَالَ: «فَأَجِبْ». (رواه مسلم).

وعَنِ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ سدد خطاكم أَنَّهُ سَأَلَ النَّبِىَّ - صلى الله عليه وآله وسلم - فَقَالَ: يَا رَسُولَ الله، إِنِّى رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، شَاسِعُ الدَّارِ، وَلِى قَائِدٌ لاَ يُلاَئِمُنِى، فَهَلْ لِى رُخْصَةٌ أَنْ أُصَلِّىَ فِى بَيْتِى؟

<<  <  ج: ص:  >  >>