للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ويقول - عز وجل -: {لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ} (الحج: ٦٧) أي: عيدًا يختصون به.

عن أنس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَدِمَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ: «مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟».

قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ» (صحيح رواه أبوداود).

فالعيد شعيرة من شعائر الإسلام ومظهر من أجل مظاهره، تهاون به بعض الناس وقدموا الأعياد المحدثة عليه .. فترى من يستعد لأعياد الميلاد وأعياد الأم وشم النسيم والغطاس وغيرها ويسعد هو وأطفاله بقدومها ويصرف الأموال لإحيائها .. أما أعياد الإسلام فلا قيمة لها بل ربما تمر وهو معرض عنها غير ملتفت إليها.

قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ} (الحج:٣٢)

• يوم العيد يوم فرح وسرور ولكن:

إن يوم العيد يوم فرح وسرور لمن طابت سريرته، وخلصت لله نيته.

واعلموا أيها المسلمون، أنه ليس السعيد من تزين وتجمل للعيد، فلَبِسَ الجديد (١)، ولا من خدَمَتْهُ الدنيا وأتتْه على ما يريد، إنما العيد لمن خاف يوم الوعيد واتقى ذا العرش المجيد .. وسكب الدمع تائبًا رجاء يوم المزيد .. والسعيد من فاز بتقوى الله تعالى، وكتب له النجاة من نار حرها شديد، وقعرها بعيد، وطعام أهلها الزقوم والضريع، وشرابهم الحميم والصديد، وفاز بجنة الخلد التي لا ينقص نعيمها ولا يبيد.

فالحذَر الحذَر أن تكون الأعيادُ موسمًا يُعَبُّ فيه من اللهو عَبًّا، بلا تحرُّز من حرام أو تباعُد عن باطل، فذلك ينافي تعاليمَ الإسلام، ويضادُّ مقاصدَه من الأعياد وغيرها.


(١) بل من السنة لبس الجديد يوم العيد فعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: «كَانَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - يَلْبَسُ يومَ العِيدِ بُرْدَةً حَمْرَاءَ». (رواه الطبراني وإسناده جيد)، وإنما المقصود أن العيد الحقيقي يوم القيامة لمن التزم بشرع الله - عز وجل -.

<<  <  ج: ص:  >  >>