والكذب والغش. والسابع غرور وهو الموكل بقتل النفوس وسفك الدماء وانتهاك المحارم يأتي الرجل فيقول له: أنت أحوج أم فلان كان أحوج منك ارتكب كذا وكذا من المحارم صنع كذا وكذا فحسن حاله فدلاه بغرور.
فتلك ذريته التي ذكر الله في كتابه {أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي}، فتلك ذريته الباقية معه إلى اليوم الذي وقت لهم لا يموتون ولا ينتهون عن حديد الأرض، لعنة الله عليه وعلى ذريته».
والحاصل أن كتب التفسير قد شحنت بالأحاديث الضعيفة والموضوعة والروايات الواهية، ولا شك أن هذه الروايات الواهية قد أعدمت نفع القرآن وهدايته عند من يحسن الظن بها، بل جعلت القرآن كتاب خرافة بدلا من أن يكون كتاب هداية وتبصير، بل زادوا على ذلك بأن جعلوا القرآن لكل شيء إلا الهداية فزعموا أن رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:«خذوا من القرآن ما شئتم لما شئتم». وهو حديث لا أصل له مطلقًا.
ولذلك عمد المتصوفة ومَن على دربهم لجعل كل آية من القرآن لشفاء مرض من الأمراض فلوجع الرأس يقرأ:{وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ}(الأنعام: ١٣)، وللأورام يقرأ:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنْسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا}(طه: ١٠٥)، وللحبلى المتعسرة في ولادتها يقرأ:{وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا}(الحج: ٢)، ونحو هذا يُجْعَل في كتب ويقال إن هذا أمر مجرب ويزعمون أن الرسول - صلى الله عليه وآله وسلم - قال:«خذوا من القرآن ما شئتم لما شئتم».
ولا شك أن ارتباط الآيات القرآنية الحكيمة بمثل هذه الأمور يصرفها عن معانيها التي أنزلت من أجلها ويحول القرآن من كتاب هداية وتربية وتبصير إلى كتاب عبث ولعب واستهزاء وأكل لأموال الناس بالباطل، ولا شك أن كل ذلك تشويه للمعتقد.