«أحب من الدنيا ثلاثًا: الجلوس بين يديك، والنظر إليك وإنفاق مالي عليك». فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «وأنت يا عمر؟». قال:«أحب ثلاثًا: أمر بالمعروف ولو كان سرًا، ونهي عن المنكر ولو كان جهرًا، وقول الحق ولو كان مرًّا». فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «وأنت يا عثمان؟»، قال:«أحب ثلاثًا: «إطعام الطعام، وإفشاء السلام، والصلاة بالليل والناس نيام». فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «وأنت يا علِيّ؟»، قال:«أحب ثلاثًا: إكرام الضيف، والصوم بالصيف، وضرب العدو بالسيف». ثم سأل أبا ذر الغفاري:«وأنت يا أبا ذر: ماذا تحب في الدنيا؟». قال أبو ذر:«أحب في الدنيا ثلاثًا: الجوع، والمرض، والموت». فقال له النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «ولِمَ؟». فقال أبو ذر:«أحب الجوع ليَرِقَّ قلبي، وأحب المرض ليخِفَّ ذنبي، وأحب الموت لألقى ربي». فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «حُبِّبَ إلى من دنياكم ثلاث: الطيب، والنساء، وجعلت قرة عيني في الصلاة». وحينئذ تنزل جبريل - عليه السلام - وأقرأهم السلام، وقال:«وانأ أحب من دنياكم ثلاث: تبليغ الرسالة، وأداء الأمانة، وحب المساكين». ثم صعد إلى السماء وتنزل مرة أخرى وقال:«الله - عز وجل - يقرِؤُكم السلام ويقول: «إنه يحب من دنياكم ثلاثًا: لسانًا ذاكرًا، وقلبًا خاشعًا، وجسدًا على البلاء صابرًا»(١).
١٠٢٩ - حببوا الله إلى الناس يحبِبْكم الله.
١٠٣٠ - حببوا الله إلى عباده يحبّكم الله.
(١) قد صَحّ عنه - صلى الله عليه وآله وسلم - أنه قال: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا: النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلَاةِ» (رواه الإمام أحمد، والنسائي، وصححه الألباني). وليس فيه: حُبِّب (إلي من دنياكم ثلاث)؛ لأنه - صلى الله عليه وآله وسلم - ذَكَر اثنتين، وهما النساء والطيب. وأما الثالثة، وهي الصلاة فهي قُرّة عينه - صلى الله عليه وآله وسلم -، وليست مِن أمْر الدنيا، بل هي مِن أمر الدِّين.