(٢) وهذه الفقرة تخالف الحديث الصحيح الذي رواه البخاري ومسلم أن النَّبِيُّ - صلى الله عليه وآله وسلم - قَالَ: «إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الحَوْضِ، مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا، لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ، فَأَقُولُ إِنَّهُمْ مِنِّي، فَيُقَالُ: «إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ»، فَأَقُولُ: «سُحْقًا سُحْقًا لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي». ورواه مسلم بلفظ: «أَلاَ لَيُذَادَنَّ رِجَالٌ عَنْ حَوْضِى كَمَا يُذَادُ الْبَعِيرُ الضَّالُّ، أُنَادِيهِمْ: «أَلاَ هَلُمَّ». فَيُقَالُ: إِنَّهُمْ قَدْ بَدَّلُوا بَعْدَكَ. فَأَقُولُ: سُحْقًا سُحْقًا». (أُنَادِيهِمْ أَلَا هَلُمَّ) مَعْنَاهُ: تَعَالَوْا. (سُحْقًا سُحْقًا) مَعْنَاهُ: بُعْدًا بُعْدًا. فلو كانت أعمال الأمة تُعرض على النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - لَعَلِمَ بما حدث بعده ولما قيل له: «إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ».
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute