للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١١٩٤ - سبحان الله ماذا تستقبلون، وماذا يستقبل بكم؟»، قالها ثلاثًا، فقال عمر: «يا رسول الله وحْيٌ نزل أو عدو حضر؟»، قال: «لا، ولكن الله يغفر في أول ليلة من رمضان لكل أهل هذه القبلة»، قال: وفي ناحية القوم رجل يهز رأسه يقول: «بخٍ بخٍ» فقال له النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «كأنك ضاق صدرك مما سمعت؟»، قال: «لا والله يا رسول الله ولكن ذكَرْتُ المنافقين، فقال النبي - صلى الله عليه وآله وسلم -: «إن المنافق كافر، وليس لكافر في ذَا شيءٌ».

١١٩٥ - سبحان الله العظيم، سبحان مصرف القلوب»، رُوِيَ عن محمد بن يحيى بن حبان قال: جاء رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - بيت زيد بن حارثة يطلبه وكان زيد إنما يقال له زيد بن محمد، فربما فقده رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - الساعة فيقول: «أين زيد؟»، فجاء منزله يطلبه فلم يجده وتقوم إليه زينب بنت جحش زوجته فضلًا فأعرض رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - عنها فقالت: «ليس هو هاهنا يا رسول الله، فادخل بأبي أنت وأمي». فأبى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - أن يدخل وإنما عجلت زينب أن تلبس لما قيل لها رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - على الباب فوثَبَتْ عجلَى فأعجبَتْ رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -، فولى وهو يهمهم بشيء لا يكاد يُفهم منه إلا ربما أعلن: «سبحان الله العظيم، سبحان مصرف القلوب». فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أن رسول الله أتى منزله. فقال زيد: «ألا قلتِ له أن يدخل؟»، قالت: «قد عرضْتُ ذلك عليه فأبَى». قال: «فسمعْتِ شيئًا؟»، قالت: «سمعْتُه حين وَلّى تكلم بكلام، ولا أفهمه، وسمعته يقول: «سبحان الله العظيم، سبحان مصرف القلوب». فجاء زيد حتى أتى رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال: «يا رسول الله، بَلَغَني أنك جئتَ منزلي فهلّا دخلت؟ بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لعل زينب أعجبتك فأفارقها، فيقول رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم -:

<<  <  ج: ص:  >  >>